الله لا، والطريق السهلا: (الله يفعل، والله لا يفعل) من الأمثال وما يجري مجرى الأمثال، كلمات أو دعوات يذكر في أولها اسم الله سبحانه، أي يقال فيها: الله يفعل كذا، كقولهم: (الله يجعل آخرنا احسن من أولنا)، أو لا يفعل كذا، كقولهم: (الله لا يطيح علينا باطل). وهذه الدعوات، وما ألحق بها من الكلمات المبدوءة بكلمة (الله)، أو كلمة (اللهم)، أو كلمة (ربي)، جارية على الألسن في كثير من الأوساط، والداعون بها طبعا، فيهم الطيب وفيهم الخبيث، والذي يدعون به، منه ما هو حسن محمود، ومنه ما هو قبيح مذموم، والمدعو لهم بالخير، الشأن فيهم أن يكونوا من المحبوبين أو من الأخيار، والمدعو عليهم بالشر في الغالب يكونون من المكروهين أو المؤذين الأشرار. ولقد استطعت أن أجمع من الدعوات العامة والخاصة نحو خمسمائة دعاء، جلها مبدوء باسم الجلالة (الله). وهذا العدد من الدعوات كثير، وإني أعلم أن من خواص الباحثين من يراه بحثا غريبا في بابه، طريفا في موضوعه. وسأقتصر هنا على بعض تلك الدعوات مما له صبغة عامة، والمقصود – سواء من هذا أو ذاك – هو تصوير الأحوال، استنادا على ما ينطق الناس به من الأقوال. ومن المسلم أن ما يقوله الناس بملء حريتهم، وبدوافع من أنفسهم، هو أكبر مصور وأصدق شاهد على ما يشعرون به من إحساسات وعواطف، ويتأثرون به في مختلف المواقف، فيلجأون إلى الله القاهر فوق عباده، ويطلبون منه أن يفعل كذا ولا يفعل كذا من خير أو شر، مع من يحبون أو من يكرهون. وإن شئت فانظر جميع تلك الدعوات، مع بيان المواطن والمناسبات التي تقال فيها، في كتابي الذي سميته: «المجتمع المغربي من خلال أمثاله ودعواته وتعابيره»، فإن في بعضها طرافة، وفي البعض الآخر غرابة، وجميع ذلك لا يخرج عن تصوير نفسية الشعب ومجتمعه، الشيء الذي أقصده وأريد تحقيقه بمثل هذه الأبحاث، إثباتا للحقيقة وتسجيلا للواقع ومساعدة للذين يدرسون حياة الأمم وأخلاق الشعوب، والله الموفق. الله لا يبدل علينا وجاه: أي لا غيب الله عنا وجها محبوبا، الوجاه، هو الوجه، وجه الإنسان. يقال عندما يغيب أو يترقب غياب شخص عزيز، أو فقدان حبيب ربما يخشى أن يخلفه شخص مجهول ووجه غريب. *-*-*-*-* العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...