لا أحد كان يتوقع أن يصل فريقنا الوطنية إلى المربع الذهبي، الأغلبية من المتتبعين كانت تتوقع خروج أسود الأطلس بعد المباراة الثالثة من الدور الأول. لكن العكس هو الذي حصل فقد فوجئت الجماهير المغربية والعربية منذ الدور الأول بالأداء القتالي المنظم وبالإدارة الاحترافية المنسجمة مثل الفرق العالمية. فمع بداية مونديال قطر 2022 ، لجأت الجماهير إلى المقاهي التي ازدحمت بصورة مذهلة، الكل يهتف بأسود الأطلس وبالمدرب الوطني وليد الركراكي وبلاعبيه وبالحارس المتألق بونو. لقد كان الفريق الوطني في كل مبارياته نموذجا للحلم العربي الافريقي، هذا الحلم الذي سيطر على الجماهير المغربية بمختلف فئاتها العمرية. كما كان الفريق الوطني عربيا وافريقيا حاضرا وبقوة في كل المباريات، يملك طاقات بشرية من لاعبين محترفين ومحليين وإطار وطني خالص وقيادة كروية رشيدة وإدارة نموذجية، استطاع الوصول إلى المربع الذهبي والفريق الرابع عالميا. إنه في الواقع ربح بعينه مكن الجميع من الفرحة العارمة ومن خروج الجماهير المغربية الى الشوارع وكذلك مشاركة جلالة الملك فرحة شعبه بالرباط. لقد فاز أسود الأطلس بالمربع الذهبي الذي كانت تحلم به فرق كبرى مثل البرازيا، ألمانيا واسبانيا والبرتغال، فالجماهير الأجنبية جاءت إلى قطر لتشاهد وتستمتع بمروغات اللاعبين الكبار امثال رونالدو ونيمار وغيرهن، شاهدت إبداعات لاعبي المنتخب الوطني أمثال زياس، حكيمي و بوفال وآخرون. كلنا ثقة في العقلية الكروية المغربية وفي صناعة الأبطال والمواهب الرياضية كما هو الشأن بأوربا وأمريكا اللاتينية. لقد أشاد العالم بأداء فريقنا الوطني وتشريفه للكرة العربية والافريقية. ونجح فريقنا الوطني في تحقيق انجاز تاريخي رياضي لم يتحقق من قبل أي دولة عربية، وادخل الفرحة في قلوب المغاربة والعرب والأفارقة. لقد نجحت الرياضة الوطنية وعلى المعنيين بتدبير قطاع الرياضة العمل على استثمار الانجاز البطولي التاريخي بدءا بالرياضة المدرسية ثم القطاع السياحي. لقد أصبح الجميع يحمل شعار المغرب بلغة المغرب ويرتدي زي وملابس مغربية ويتغنى باغاني مغربية. المهم، الانجاز التاريخي غير المسبوق، حرك بداخل كل عربي شعور الانتماء الى بلدنا العربي، وأعطى لجميع المنتخبات العربية رسالة واضحة، وهي أن أي منتخب عربي لا يذهب الى كأس العالم من أجل المشاركة والتمثيل وانما للوصول الى مراتب مشرفة. وصفوة القول، لقد شرف أسود الأطلس الأمة العربية والافريقية وسط كبار العالم وفي محفل دولي وهو ما يجعلنا نحلم ونسعى الى تحقيق أحلام أخرى أبعد مما تحقق في مونديال قطر2022.