ضجة كبيرة تلك التي أحدثتها قضية منير المتصدق، أحد المدانين بالتورط في الهجمات الإرهابية، التي ضربت مركز التجارة العالمي في “منهاتن” و”البنتاغون” في الولاياتالمتحدةالأمريكية في 11 شتنبر 2011، والذي تم ترحليه منتصف شهر أكتوبر الماضي، إلى المغرب، ومنعه من العودة إلى ألمانيا والإقامة فيها حتى 3 أبريل 2064. وحسب مصادر محلية، فإن هذه الضجة جاءت بعدما فتحت السلطات الألمانية تحقيقا رسميا بخصوص مبلغ 7 آلاف يورو، الذي سلمته إدارة سجن “فولسبيتل” للمتصدق، في إطار ما يسمى بسداد حساب النزيل، بعد قضائه 15 سنة خلف القضبان بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية والمساهمة في القتل لانتمائه لما يسمى خلية “هامبورغ” بقيادة محمد عطا، الذي قاد إحدى الطائرتين اللتين اقتحمتا مركز التجارة العالمي في نيويورك، ضمن سلسلة هجمات أسفرت عن مقتل ما يزيد على 3 آلاف شخص. وكشفت المصادر ذاتها أن الإدعاء الألماني يحقق حاليا في هذه القضية على خلفية شكاية قدمها البنك المركزي، بعد ثمانية أيام من ترحيل المتصدق إلى المغرب، بسبب انتهاك لقانون التجارة والمدفوعات الخارجية الألماني، حيث إنه بالرغم من عضوية المتصدق في جماعة إرهابية وتجميد أصوله المالية وحساباته البنكية استطاع الحصول على مبلغ كبير وهو ما يخشى من إساءة استخدامه في أنشطة إرهابية. وذكرت المصادر ذاتها أن تحقيقات المدعي العام هدفها تحديد إن كان دفع المبلغ من إدارة سجن “فولسبيتل” تم فعلا بشكل غير قانوني، وأن ما تصرفت به يتعارض مع الفقرة 18 من القانون المذكور. وأشارت المصادر إلى أنه بالرغم من أن السجناء بألمانيا يحصلون عادة على أموال عند انتهاء فترة عقوبتهم، وذلك مقابل ما يسمى ب”حساب النزيل”، وهي مستحقات مالية تصل إلى حوالي 30 يورو شهريا، بالإضافة إلى أجور السجين مقابل العمل داخل السجون، المتصدق كان مدرجا على قائمة المشتبهين بالإرهاب الذين تجمد أصولهم ولا يحق لهم الحصول على هذه المستحقات. وكان محامي المتصدق، الذي وصل إلى ألمانيا سنة 1993، وانتقل إلى هامبورغ في سنة 1995، حيث درس الهندسة الكهربائية، قد أكد في مرافعته أثناء المحاكمة سنة 2007، بأن موكله، لم يكن يعرف شيئا عن إعداد أصدقائه لهجمات على الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن الإدعاء الألماني اعتبر أن المتهم ساهم بشكل فعال في تلك الهجمات من خلال قيامه بدور محوري في العملية بتحويلات لبعض أعضاء الخلية، التي ضمت ثلاثة من الربابنة الأربعة المتهمين في الهجوم.