استنكر عدد من الفاعلين المدنيين، والناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي، بمدينة الفنيدق، عمالة المضيق/الفنيدق، أمس الأحد، إقدام إحدى المقاولات على طمس هوية castillejos من محطة القطار التاريخية، وتعويضها بلافتة جديدة غير معروفة، فضلا عن تعرض واجهتها للتشويه الذي طال مميزاتها العمرانية والزخرفية الفريدة، خاصة بالواجهة. وتعتبر محطة القطار القديمة، أحد معالم مدينة الفنيدق التاريخية، والتي تحكي تاريخا محليا عريقات يتمثل في كون الفنيدق أو "كاسطيوخو" كانت حاضرة وعامرة وهمزة وصل ما بين مدينة سبتةالمحتلةوتطوان، إبان مرحلة الاستعمار الإسباني للمنطقة. كما أعادت الواقعة، الحديث عن الدور الذي سارت تلعبه هذه المحطة، بعدما كانت مهجورة ومهمشة، كما أثارت أيضا عدة تساؤلات مشروعة عن الجهة الخفية المفترضة التي تستفيد من هذا الفضاء الذي يشكل إرثا جماعيا مشتركا، ويؤرخ لحقبة هامة من التاريخ الزاهر لهذه المدينة العريقة. هذا، وتعتبر ساكنة الفنيدق هذه المعلمة التاريخية جزءا من حضارة المدينة التي يجب الحفاظ عليها، مطالبين الجهات الحكومية المسؤولة عن الثقافة، بتحويلها إلى متحف يضم صورا ومراجع تحكي عن تاريخ الفنيدق المنسي عن سبق الإصرار والترصد. وانطلق القطار البخاري الذي كان يربط تطوانبسبتة السليبة، مرورا بمنطقة الملاليين والمضيق (الرينكون)، والفنيدق (كاسطيوخو)، سنة 1918، واستمر في أداء مهمة نقل الأشخاص والبضائع بين المدينتين زهاء 40 سنة، قبل أن يتوقف عن العمل في يونيو من عام 1958. ومن مآثر هذا القطار المتبقية، أطلال نفق السكة الحديدية الأرضي المتواجد بمدخل المضيق الذي كان يمر منه، بالإضافة إلى أن "حي السكة" بالمضيق سمي بهذا الاسم إحياء لذكرى سكة هذا القطار الذي كانت تمر بمحاذاة هذا الحي، كما أن محطته بتطوان لا زالت تعتبر من أبرز معالمه، وقد تحولت مؤخرا إلى متحف للفن الحديث .