في خطوة تعكس متانة العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، سارع رئيس الحكومة الإسبانية سانشير في تقديم شكره وامتنانه للمملكة المغربية على الدعم السريع الذي قدمته في ظل أزمة انقطاع الكهرباء الأخيرة. لكن السؤال يبقى: كيف ساهم المغرب في حل أزمة الكهرباء الإسبانية؟ شهدت إسبانيا، في الأيّام القليلة الماضيّة، انقطاعًا مفاجئًا في الكهرباء نتيجة عطل تقني كبير في الشبكة الأوروبية الموحدة للطاقة، مما أدى إلى توقف جزئي للتيار الكهربائي عن عدة مدن إسبّانيّة كبيرة، مثل مدريد وبرشلونة وفالنسيا. ومع تزايد الضغط على شبكة الكهرباء، لجأت الحكومة الإسبانية إلى آلية الدعم الطارئ عبر مشروع "ريمو"، الذي يربط المغرب بشبكة الكهرباء الأوروبية عن طريق إسبانيا. ففي 28 أبريل 2025، وبموجب تفعيل مشروع "ريمو" (RIMMO)، قدم المغرب دعماً حاسماً لجارته الشمالية في وقت كان فيه انقطاع الكهرباء يهدد استقرار مناطق واسعة من الأراضي الإسبانية. ويعدّ لفظ "ريمو" اختصارا لعبارة "ربط إسبانيا بالمغرب عبر منظومة موحدة"، وهو ثمرة تعاون طويل الأمد بين البلدين، ويتيح تبادل الكهرباء بشكل فوري بين الشبكتين المغربية والأوروبية عبر خطين بحريين عاليي الجهد يمران تحت مضيق جبل طارق، مع وجود مركز تنسيق مشترك يراقب تدفقات الطاقة بشكل مستمر. وهكذا، وخلال ساعات الأزمة الأولى، قامت المملكة المغربية بتفعيل نظام الطوارئ لتصدير الكهرباء إلى إسبانيا، مستفيدة من فائض الإنتاج الوطني، خاصة من الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية من محطة "نور ورزازات" والطاقة الريحية من شمال المملكة. وقد بلغت الكمية التي ضخها المغرب في الشبكة الإسبانية حوالي 400 ميغاواط، وهو ما ساهم في استقرار الجهد الكهربائي في المناطق المتأثرة. ولم تخفِ وزارة الطّاقة الإسبانيّة تقديرها لهذا التدخل السريع والفعّال من طرف المغرب، ووصفت التعاون بين البلدين ب"النموذج المثالي للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة". وأضافت أن المغرب لعب دورًا محوريًا في تقليص مدة الانقطاع وتفادي تفاقم الأضرار في البنية التحتية الحيوية لإسبانيا.