المغرب يُسخّر 38٪ من طاقته الإنتاجية من الكهرباء لتغطية حاجيات إسبانيا بعد انقطاع التيار على أغلب مناطق البلاد

1. الرئيسية
2. اقتصاد
المغرب يُسخّر 38٪ من طاقته الإنتاجية من الكهرباء لتغطية حاجيات إسبانيا بعد انقطاع التيار على أغلب مناطق البلاد
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 29 أبريل 2025 - 17:55
في الوقت الذي كانت إسبانيا تعيش في "ظلام دامس" بعد انقطاع شبه كلي للتيار الكهربائي في أغلب مُدنها الكبرى، مما شكل صدمة كبيرة للرأي العام المحلي والأوروبي، بعد أن شلّ هذا الانقطاع الحياة بشكل شبه تام في البلاد، كان المغرب يحشد 38٪ من طاقته الإنتاجية من الكهرباء بعد ظهر يوم الاثنين لإعادة إرسالها إلى الجنوب الإسباني، من أجل تنشيط الإمدادات التي تعطلت بسبب انقطاع التيار الكهربائي في جنوب شبه الجزيرة.
وهكذا، قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ONEE بإعادة تنشيط شبكته الكهربائية بشكل عكسي نحو إسبانيا عبر خطوط الربط القائمة عبر مضيق جبل طارق، وذلك بناء على طلب من شركة الكهرباء الإسبانية (REE).
وفي الوقت الذي كان المغرب يعتمد بشكل جزئي على إسبانيا لتغذية حاجياته من الطاقة الكهربائية، عملت الرباط على عكس استقبال التيار الكهربائي إلى تصديرها بعدما احتاجت إسبانيا للطاقة الكهربائية بعد الانقطاع المفاجئ للتيار في مختلف أنحاء البلاد لأسباب تبقى مجهولة.
ووفق المعطيات التي نشرتها صحيفة EL PAIS الإسبانية، فإن القدرة التشغيلية للربط الكهربائي بين إسبانيا والمغرب عبر المضيق تصل إلي 1400 ميغاواط. وفي وقت انقطاع الكهرباء بإسبانيا، كان المغرب يستورد الكهرباء عبر المضيق قبل أن يعكس تصديره للتيار الكهربائي بشكل عكسي إلى إسبانيا بعد حدوث الأزمة، حيث تمت تغطية جزئيا المناطق الجنوبية لإسبانيا خصوصا بمنطقة الأندلس، رغم أن هذه التغطية تكن تمثل سوى 5% من الكهرباء التي تستهل في إسبانيا.
هذا، ويرتبط المغرب بنظام ربط كهربائي مزدوج مع إسبانيا، يتألف من سبعة كابلات بحرية، طولها 28 كيلومترًا ما بين محطة تحويل بمدينة طريفة وتصل إلى شرق مدينة طنجة، حيث استورد المغرب عبر هذه الكابلات سنة 2024، على 2537 غيغاوات ساعة من شبكة الكهرباء الإسبانية، أي أكثر بنسبة 27% من سنة 2023.
المتوفرة في إسبانيا في ذلك الوقت، فقد سارعت الحكومة الإسبانية إلى توجيه الشكر للسلطات المغربية على تضامنها في قطاع الطاقة.
ووفق المصدر ذاته، فإنه من المقرر استكمال الربط الحالي تحت المضيق، الذي يتم العمل به منذ عام 1988، بخطين إضافيين ابتداءً من عام 2028. ومن خلال هذه المرافق الجديدة، يهدف المغرب إلى تلبية احتياجات البلاد من الطاقة مع ضمان امدادات مستقرة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، بعد قطع الربط الكهربائي مع الجزائر منذ عام 2021.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد أكد في كلمة تلفزية موجهة إلى الإسبان ليلية أمس الإثنين، أن العديد من المناطق في جنوب البلاد عاد إليها التيار الكهربائي، بفضل تدخل المغرب لتقديم المساعدة، موجها شكره لما وصفه ب"التضامن" من طرف المملكة المغربية.