لقي ما لا يقل عن 68 مهاجرا مصرعهم غرقا قبالة السواحل اليمنية، في أحدث فصول المآسي المتكررة على طرق الهجرة غير النظامية القادمة من القرن الإفريقي. وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الإثنين، أن الحادث أسفر عن عشرات الضحايا فيما لا يزال مصير عدد كبير من الركاب مجهولا. وقال عبد الستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة في اليمن، لوكالة فرانس برس، إن "عدد الضحايا المؤكدين حتى الآن بلغ 68 شخصا، فيما جرى إنقاذ 12 فقط من أصل 157 كانوا على متن المركب المنكوب"، مشيرا إلى أن عمليات البحث لا تزال متواصلة وسط ظروف بحرية صعبة. وكانت مصادر أمنية في محافظة أبين، جنوب اليمن، قد كشفت في وقت سابق عن غرق زورق كان يقل مهاجرين غير نظاميين، معظمهم من الجنسية الإثيوبية، أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ اليمنية التي تشكل نقطة عبور معتادة في مسارات التهريب. وذكرت إدارة أمن أبين في بيان رسمي أنها باشرت "عملية إنسانية واسعة لانتشال جثث عدد كبير من المهاجرين من قومية الأورومو الإثيوبية، الذين لقوا حتفهم في البحر خلال محاولة تسلل إلى الأراضي اليمنية عبر قوارب تهريب انطلقت من سواحل القرن الإفريقي". وتأتي هذه المأساة بعد أسابيع فقط من حادث مماثل راح ضحيته ثمانية مهاجرين، فيما فقد 22 آخرون، بعدما أرغمهم مهربون على القفز في مياه البحر الأحمر، وفق تقارير سابقة للمنظمة الدولية للهجرة. ورغم الحرب المستمرة في اليمن منذ عام 2014، لا تزال البلاد تستقبل تدفقات من المهاجرين القادمين خصوصا من إثيوبيا، التي تشهد أزمات سياسية وعنفا عرقيا يدفع الكثيرين إلى المغامرة بأرواحهم بحثا عن ملاذ أو فرصة عمل. ويعد مضيق باب المندب أحد أبرز المعابر التي يسلكها المهاجرون، رغم ما ينطوي عليه من مخاطر كبيرة، سواء بسبب الأمواج العاتية أو ممارسات المهربين.