بعد العنف المعنوي الذي يعانيه أساتذة التعليم المدرسي وضياع جل الحقوق، وفي ظل غياب أي حوار جدي لا مع النقابات ولا مع الفئات المتضررة، يضاف عنف آخر وهو العنف الهمجي والاعتداء البدني على هؤلاء الأساتذة المحتجين بطرق سلمية ومشروعة، هذا الاعتداء الذي يأتي في ظرفية جد حساسة ودقيقة، تستلزم حل المشاكل التي يعانيها هؤلاء وإنصافهم والاعتذار لهم إن كانت هناك أخلاق، لم تجد وزارة التربية الوطنية مع كامل الأسف إلا الاستعانة بالزرواطة والهراوات وهي التي تدعي أن على الأستاذ عدم معاقبة المتعلم ولو بالألفاظ في تعلمه؟؟؟ (لأن ذلك يؤثر على نفسيته:ياسلام) فهي الآن ترينا وجهها الحقيقي الفعلي المناقض لما تدعيه وفي عز ما سمي باطلا بالإصلاح، وهنا نتذكر درسا في التربية على المواطنة بعنوان أين ألجأ إذاضاع حقي؟ فالوزارة تجيب الأستاذ أن حقه إذا ضاع سيلجأ إلى المستشفى مكسور العظام لأن عليه عدم المطالبة بالحق وإذا ضاع حقه عليه أن يصبر أو تعنفه إن طالب به ولو بالطرق السلمية...وعليه أن يترك ما يعلمه في المدرسة جانبا ... هذا هو الدرس الذي تود الوزارة أن نتعلمه، أما الشعارات فلا ثقة فيها أبد الآبدين مادام إخواننا يعنفون، ولا خير فينا إن لم نساندهم بكل ما نملك وكل حسب طاقته فنحن جسد واحد مهما اختلفت مقارباتنا وتصوراتنا، فلا يجب أن نسمح لأحد أن يهين الأستاذ المظلوم والمقهور أصلا، ولا نريد أن نركز على الأحداث بالتفصيل وهي صراحة جد مؤلمة كما وصف المحتجون فهناك عدة كسور وإغماءات وأقسم أحد المعتصمين أن المتدخلين يركزون ضرباتهم على الرأس والأطراف لكسرها؟ فهذه ديكتاتورية ورسالة للترهيب لإثناء هؤلاء عن مطالب جد مشروعة فالوزارة أصبحت تستفز موظفيها بشكل لا يقبله العقل السوي أو المنطق السليم، فإيقاف الترقية بالإجازة لمدة تزيد عن ثلاث سنوات، أمر غير مستساغ البتة، ومخالف للخطاب والشعارات المرفوعة للإصلاح ومن ضمنها تحفيز الموارد البشرية، ألم توظف الوزارة خلال هذه السنة مجازين بالسلم العاشر وفي سلك الثانوي التأهيلي؟؟؟ ودون إجراء أي مباراة؟(وهذا حقهم ولا أحد ضده) لكن أليس هذا تمييزا بين أبناء الشعب الواحد (بتركها لموظفيها المجازين في السلم التاسع) ؟، إن ما يطالب به هؤلاء المحتجون اليوم وهم يجوبون شوارع العاصمة هو حقهم القانوني في ترقية مستحقة إلى الدرجة الثانية؟ ألم تحاورهم الوزارة وطلبت مهلة فأخلفت الوعد؟ وهذا لا يليق بها وهي وزارة التربية الوطنية. إن للصبر حدود وإن هؤلاء الأساتذة قد نفذ صبرهم وأقسموا ألا يعودوا إلا بحل ملموس لملفهم، لأن النضال لن يكلفهم أكثر مما كلفهم الصمت، وإن أي مقاربة من نوع آخر لن تنفع دون إنصاف هؤلاء، وإن العزيمة لا تقهر بالترهيب بل قد تقوى أكثر مما كانت عليه.