اخترقت اصوات المحركات الهادرة صخب البحر، ومرت دراجات نارية بسرعة جنونية بين المصطافين، تثير الغبار وتزرع الفزع فوق رمال شاطئ المريسات. لحظات صاخبة من الاستعراض الارعن، قطعتها مصالح الامن بتدخل حاسم انهى الفوضى في مهدها، واعاد النظام الى فضاء الاصطياف المشترك لم يتعلق الامر بنزهة صيفية خرجت عن السيطرة، بل بسلوك منظم اقدم عليه عدد من الشبان الذين حولوا الشاطئ الى مضمار مفتوح لسباقات استعراضية، دون ادنى اعتبار لوجود الاطفال والعائلات. وفي مواجهة هذا السلوك الخطير، تحركت مصالح الامن بطنجة بسرعة واظهرت جاهزية ميدانية عالية مكنتها من السيطرة على الوضع في لحظته الاولى ونفذت الفرق الامنية عملية ميدانية دقيقة اسفرت عن توقيف عدد من المتورطين في هذه السياقة المتهورة. كما حملت شاحنات القطر سبع دراجات نارية على الاقل، ونقلتها الى المحجز البلدي، بعدما تلقت المصالح الامنية تعليمات مباشرة من النيابة العامة. ووسعت فرق التدخل تدخلها لتشمل ايضا شاطئ الغندوري، بعدما رصدت تحركات مشابهة. حيث عزز هذا الانتشار المتزامن صورة يقظة امنية شاملة تستند الى المراقبة الميدانية وتتجاوز مجرد التدخل العرضي وبفضل هذا الحزم، استعاد المصطافون سكينتهم بسرعة. وعادت العائلات الى مواقعها على الشاطئ بعد لحظات من الفزع الجماعي. ورغم ان السياقة الاستعراضية ظاهرة مألوفة في بعض الاحياء الشعبية، الا ان امتدادها الى الشواطئ يطرح مؤشرات مقلقة. فهذه الفضاءات الطبيعية المشتركة، التي تستقطب الاسر والزوار، تعرضت في لحظات الى تهديد مباشر، قبل ان تضع العناصر الامنية حدا حازما لهذا الانفلات. ويرى البعض ان هذه التصرفات تعكس فراغا ترفيهيا لدى فئة من الشباب، وغياب فضاءات مخصصة للتعبير عن الذات خارج منطق المغامرة الخطرة. لكن، في المقابل، تؤكد الوقائع ان الامن لا يتساهل مع اي سلوك يهدد السلامة العامة، سواء في الشوارع او فوق رمال الشاطئ واثبتت مصالح الامن بطنجة، من خلال هذا التدخل، قدرتها على حماية الفضاء العام بسرعة وفعالية، في انتظار ان ينضج النقاش المجتمعي حول جذور هذا التهور واشكال معالجته الممكنة.