اندلع بعد زوال يوم الخميس حريق ضخم في المجال الغابوي لمنطقة "عين لحصن"، الواقعة بين مدينتي تطوان وطنجة، حيث أتت ألسنة اللهب على أكثر من 20 هكتارا من الغطاء النباتي، موزعة على ثلاث مرتفعات جبلية، وسط جهود متواصلة لاحتواء الوضع ومنع توسع رقعة الحريق. ووفق ما أكدته مصادر محلية متطابقة، فقد شهد الحريق انتشارا سريعا، انطلق من بؤرة محدودة ثم توسع بشكل لافت بفعل الرياح القوية وصعوبة تضاريس المنطقة، إضافة إلى كثافة الغطاء الغابوي الذي ساهم في تأجيج النيران وتعقيد مهام فرق التدخل. وبتنسيق ميداني مباشر، عبأت السلطات الإقليمية بتطوان مختلف الموارد البشرية واللوجيستيكية المتوفرة، بمشاركة فرق الوقاية المدنية والقوات المساعدة وعناصر الدرك الملكي، فضلا عن حضور ميداني لمسؤولين عسكريين، في محاولة لمحاصرة النيران والتقليل من أضرارها. وفي خطوة داعمة لجهود التدخل الأرضي، جرى تسخير طائرات من نوع "كانادير" تابعة للقوات المسلحة الملكية، نفذت عدة طلعات جوية لإخماد بؤر النيران في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها عبر المسالك البرية. وفي تطور لافت، أفادت المصادر ذاتها أن مصالح الدرك الملكي أوقفت شخصا يشتبه في تورطه في إشعال هذا الحريق بشكل متعمد، حيث تم إخضاعه للتحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل تحديد الملابسات والخلفيات المحتملة لهذا الفعل الخطير.