خيّم الحزن على الساحة الحقوقية والنقابية في طنجة، الخميس، خلال تشييع جثمان الناشط والمربي المصطفى أقبيب، الذي توفي مساء الأربعاء. وانطلقت مراسم التشييع عقب صلاة الظهر من مسجد القاضي عياض بحي "كستيا"، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمقبرة المجاهدين، بحضور أفراد عائلته وأصدقائه، إضافة إلى ممثلين عن هيئات نقابية وحقوقية وسياسية. فيما تبادل المشيعون التعازي في وداع رجل ارتبط اسمه بالدفاع عن قيم العدالة الاجتماعية. - إعلان - وقال مقربون إن الراحل جمع بين التدريس في المدارس العمومية والعمل النقابي والحقوقي، ما جعله قريبا من قضايا العاملين في قطاع التعليم ومرجعًا لعدد من رفاقه. وأكسبه هذا المسار احترام تلاميذه وزملائه، ورسّخ حضوره كأحد أبرز الوجوه المدنية في المدينة. وأكد زكرياء أبو النجا، الكاتب المحلي للشبيبة الاشتراكية بطنجة، أن أقبيب "كان نموذجا في الوفاء للقيم التقدمية ومدرسة في الالتزام بقضايا الوطن والطبقات الشعبية"، مضيفا أن رحيله يمثل "خسارة للحركة التقدمية والديمقراطية بالمغرب ولأجيال من التلاميذ". من جهته، وصف محمد بوزيدان، القيادي في حزب العدالة والتنمية، الفقيد ب"القوة الهادئة"، مبرزا أنه "كان منفتحا على جميع الحساسيات السياسية والفكرية، وحرص على أن تمر اللقاءات والمسيرات في طنجة بروح وحدوية بعيدا عن الصدامات". من جهته اعتبر الناشط الجمعوي والحقوقي حسن الحداد ان الراحل كان "إنسانا عظيما وأستاذا فاضلا، تعلمنا منه الكثير، ليس فقط في العلم والمعرفة، بل في الأخلاق والصدق والإخلاص". وتقاطعت هذه المواقف مع تدوينات نشرها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، وصفوا فيها رحيله بأنه خسارة للبيت الحقوقي في طنجة، مؤكدين أن إرثه سيظل حاضرًا في الذاكرة الجماعية. وعُرف أقبيب بتدريس الفلسفة وتشجيع تلاميذه على النقاش والتفكير النقدي، كما انخرط مبكرًا في العمل النقابي دفاعًا عن حقوق نساء ورجال التعليم. ومع مرور السنوات، وسّع نشاطه إلى القضايا الحقوقية والبيئية، وظل حريصا على الحوار بين تيارات فكرية وسياسية متباينة، ما جعله يحظى باحترام يتجاوز محيطه المباشر. ومن المرتقب أن تنظم فعاليات مدنية ونقابية في طنجة لقاءات تأبينية خلال الأيام المقبلة لتوثيق مساره وتكريم سيرته، في وقت يترك فيه غيابه فراغًا واضحًا في المشهد الحقوقي والتربوي بالمدينة.