عادت قضية اختفاء ثلاث لوحات تشكيلية للفنان فؤاد بلامين من مقر البرلمان، إلى الواجهة بعد تصريحات بلامين وتأكيده بان لوحاته اقتنا جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني من ماله الخاص وخصصها لتأثيت فضاءات البرلمان. كما ان قضية اختفاء هذه اللوحات، أعادت إثارتها الصحافة المغربية بعد تصريح صحفي لرئيس مجلس النواب الحالي الحبيب المالكي، الذي نفى ان يكون على علم بالموضوع، مضيفا باستغراب "ان القضية تعود إلى زمن بعيد، وربما إلى عهد كان فيه احمد عصمان رئيسا للبرلمان". ويتساءل العديد من المتتبعين عن اسباب السكوت عن هذه الاختفاءات، لاسيما ان الكشف عنها تم العام الماضي، عند صدور مذكرات عبد الحي بنيس، موظف متقاعد من البرلمان، والذي اشتغل فيه منذ أواخر السبعينات، والذي تحدث عن إختفاء لوحات تشكيلية باهضة الثمن من مقر مجلس النواب، وهو ما يثير تساؤلات حول الجهة التي اخفتها او نقلتها إلى مكان آخر. وكشف عبد الحي بنيس، في مذكراته، أنه مباشرة بعد عملية إصلاح وإعادة هيكلة مقر البرلمان من 26 ديسمبر 1984 إلى أبريل 1985، وبأمر من المغفور له جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، تم تأثيث المجلس بأرقى الأثاث، من صالونات وزراب ولوحات تشكيلية قدرت تكلفتها بمليوني درهم، وتحف أثرية قدرت تكلفتها أيضا في تلك الفترة حسب الوثائق، بمليوني درهم. وتحدث بنيس عن توفر مقر البرلمان على حوالي 100 لوحة تشكيلية من توقيع أكبر الرسامين المغاربة ذوي الشهرة العالمية، تم اقتناؤها في تلك الفترة، ومنها لوحة للرسام سعيد حساني بمبلغ 30 ألف درهم، وثلاث لوحات لفريد بلكاهية بمبلغ 46 ألف درهم، وثلاث لوحات للجلالي الغرباوي بمبلغ 350 ألف درهم، وثلاث لوحات لمصطفى حفيظ بمبلغ 31 ألف درهم، وثلاث لوحات لمحمد المليحي بمبلغ 56 ألف درهم، ولوحتان للحسين طلاب بمبلغ 40 ألف درهم، وثلاث لوحات لعبد اللطيف الزين بمبلغ 110 ألف درهم، ولوحتان للمحجوب أحرضان بمبلغ 35 ألف درهم، ولوحتان لمريم مزيان بمبلغ 67 ألف درهم، ولوحتان للعربي بلقاضي بمبلغ 32 ألف درهم، ولوحتان للطيب الصديقي بمبلغ 32 ألف درهم، ولوحة لمحمد القادري بمبلغ 50 ألف درهم، ولوحتان لحسن السلاوي بمبلغ 35 ألف درهم، ولوحتان لكريم بناني بمبلغ 35 ألف درهم، وثلاث لوحات لمصطفى السنوسي بمبلغ 46 ألف درهم، ولوحتان لأحمد الغرباوي بمبلغ 19 ألف درهم، ولوحتان لأحمد الشرقاوي بمبلغ 280 ألف درهم، ولوحة لحسن الكلاوي بمبلغ 20 ألف درهم. ويروي بنيس، أن جميع هذه اللوحات اختفت من المجلس، باستثناء لوحات المحجوبي أحرضان التي بقيت في مكانها خوفا من اكتشاف أمرها بسبب تواجد أحرضان بالبرلمان. ومن المؤكد ان تعرف القضية مسارا آخر، بعد تصريحات فؤاد بلامين ونفي رئيس مجلس النواب، وذلك من خلال فتح تحقيق لمعرفة هذا الارث الذي تعود ملكيته للشعب المغربي ولا يمكن بحال من الاحوال ان يُعتبر، كما يظن البعض، أنه مجرد هدايا للمسؤولين والنواب بالبرلمان.. لوحة من اللوحات الثلاث المختفية