تشهد تنزانيا حالة حداد الخميس بعد الإعلان عن وفاة الرئيس جون ماغوفولي الذي قاد هذه الدولة الواقعة في شرق إفريقيا لأكثر من خمس سنوات تميزت بإصلاحات كبيرة وكذلك بميل إلى الاستبداد. ونكست الأعلام صباح الخميس في العاصمة الاقتصادية دار السلام في أول أيام الحداد الوطني الذي أعلنته نائبة الرئيس سامية حسن لمدة 14 يوما، بعد إعلانها عن وفاة رئيس الدولة مساء الأربعاء. وقالت عبر التلفزيون "يؤسفني أن أبلغكم أننا فقدنا قائدنا الشجاع رئيس تنزانيا جون بومبي ماغوفولي في 17 مارس 2021 عند الساعة 18,00". وأوضحت أنه كان يعاني من مشاكل في القلب منذ عشر سنوات. وكان ماغوفولي الذي يوصف ب"البلدوزر" اختفى في ظروف غامضة من الحياة العامة في نهاية فبراير. وغذى غيابه شائعات تحدثت عن إصابته بكوفيد-19 المرض الذي قلل من خطورته باستمرار. ونفت السلطات باستمرار تدهور حالته الصحية على الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقتها شخصيات وتشكيلات معارضة. وأدخل ماغوفولي المستشفى مرة أولى في السادس من مارس في معهد جاكايا كيكويتي للقلب في دار السلام العاصمة الاقتصادية للبلاد، وخرج في اليوم التالي. لكن تم إدخاله بعد ذلك في 14 مارس إلى مستشفى إميليو مزينا الحكومي الذي توفي فيه. قال أحد المعارضين الرئيسيين تيندو ليسو في مقابلة س جلت مساء الأربعاء وتم بثها صباح الخميس على قناة "كي تي ان" الكينية إن "ماغوفولي توفي بسبب إصابته بكورونا". وأوضح ليسو أن "ماغوفولي لم يمت هذه الليلة ولدي معلومات معظمها من المصادر نفسها التي قالت لي إنه مريض بحالة خطيرة الأسبوع الماضي" . ورأى أن ذلك "عدالة جوهرية"، مشيرا إلى أن "الرئيس ماغوفولي تحدى العالم في محاربة كورونا (...) وتحدى العلم ورفض اتخاذ الاحتياطات الأساسية الموصى بها للناس في جميع أنحاء العالم ضد كورونا". وقدمت دول مثل إثيوبيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تعازيها للسلطات التنزانية. وقالت واشنطن "نأمل في أن تتمكن تنزانيا من السير قدما على طريق ديموقراطي ومزدهر". من جهته، صرح الرئيس الكيني أوهور كينياتا الرئيس الحالي لمجموعة دول شرق إفريقيا أن القارة خسرت بذلك تخسر زعيما "لامعا". وأعلنت كينيا الحداد لمدة أسبوع. وصل ماغوفولي إلى السلطة بناء على وعد بمكافحة الفساد المستشري الذي أغضب الشعب التنزاني. وقد قام بمشاريع كبيرة للبنية التحتية ومد الريف بالكهرباء وأعاد التفاوض حول عقود تتعلق بالمناجم ووسع التعليم المجاني. وقال كوندو نيومبا بائع الصحف في دار السلام وهو يبكي صباح الخميس "بدأ الفقراء في إحراز تقدم والأعمال التجارية مزدهرة. إذا كانت لديك مشكلة ، كان الرئيس يصغي لك". أما عمر جونغو (42 عاما) فقال "خلال الفترة القصيرة التي حكم فيها ، أجرى إصلاحات كبيرة واضحة. كأمة سنتذكره على الكثير من الأشياء الجيدة التي قام بها". أعيد انتخاب ماغوفولي لولاية رئاسية ثانية في اكتوبر الماضي في أجواء سادها قمع شديد، بعد حصوله على 84,39 بالمئة من الأصوات. وقد دانت المعارضة الاقتراع معتبرة أنه "خدعة كاملة".