لم تتخذ الحكومة البريطانية بعدُ أي قرار نهائي بخصوص تلقيح الأطفال الأصحاء بين 12 و15 سنة، حيث ما زالت تطلب مشورات علمية إضافية من لدن هيئات أخرى، وهو ما من شأنه أن يخلق جدلاً علميا داخل المغرب الذي سار على نهج البلدان الأوروبية والأمريكية بخصوص تلقيح فئة الأطفال، اعتبارا للمتغيرات الوبائية المتعلقة بتفشي السلالات العالمية، خاصة "دلتا" المعروفة ب"شراستها"، من أجل تأمين العودة المدرسية المرتقبة. وفي هذا الصدد، قال الطيب حمضي، طبيب مغربي باحث في السياسات والنظم الصحية، إن "المملكة المتحدة لقحت الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة منذ بداية الجائحة، تقدر نسبتهم بثمانين بالمائة، لكن ما زال النقاش بخصوص فئة عمرية أخرى". وأضاف حمضي، في تصريح صحفي، أن "اللجنة المشرفة على التلقيح تتحدث عن الأطفال الأصحاء فقط، المتراوحة أعمارهم بين 12 و15 سنة، بينما تقوم بتلقيح الأطفال الذين يعانون من الأمراض المزمنة منذ فترة طويلة". وأوضح الخبير الطبي أن "الحكومة المركزية ما زالت تتشاور مع الدول المشكلة للمملكة المتحدة قبل اتخاذ قرارها النهائي؛ ومن ثم، فالأمر يتعلق بتوصية ما زالت قيد الدراسة"، مشيرا أن "اللجنة طلبت من الحكومة الحصول على مشورات إضافية حول الآثار الجانبية". وتابع حمضي بالقول إن "الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وكندا وغيرها لقحت ملايين الأطفال بين 12 و15 سنة دون أدنى مشاكل، بفعل عدم اكتشاف أي أعراض جانبية خطيرة"، مؤكدا أن "سلالة دلتا تصيب الكثير من الأطفال الذين يلجون أقسام الإنعاش في بعض الأحيان". وأشار الباحث في السياسات الصحية إلى وجود بعض الأمراض المرتبطة بمرحلة ما بعد الإصابة ب"كوفيد-19" في صفوف الأطفال، وهو ما يتطلب تلقيح هذه الفئة لتفادي المضاعفات الخطيرة، معتبرا أن "التلقيح يسهم في إحقاق المناعة الجماعية، الأمر الذي سيكون له الأثر الإيجابي على الدخول المدرسي المقبل بالمغرب".