وزارة العدل تتعهد بتكييف "المسطرة المدنية" مع الدستور.. ووهبي: لا نخشى الرقابة الدستورية    ماكرون: على فرنسا أن تتحرك "بمزيد من الحزم والتصميم" حيال الجزائر    مصرع شخصين واصابة ثلاثة اخرين بجروح خطيرة في حادثة سير نواحي الناظور    الوداد يعبر مباشرة إلى دور ال32 من كأس "الكاف"    عاجل... ماكرون يقرر تعليق إعفاء المسؤولين والدبلوماسيين الجزائريين من التأشيرة ويطالب حكومته بمزيد من الحزم مع الجزائر    بادس.. ذاكرة شاطئ يهمس بحكايا التاريخ        بلاغ هام من شركة Baleària لزبنائها المسافرين عبر ميناء طنجة المتوسط خلال شهر غشت    نشرة إنذارية: موجة حر وزخات رعدية قوية مصحوبة بالبرد وبهبات رياح مرتقبة من الأربعاء إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة            عشرات المهاجرين يحاولون الوصول إلى سبتة سباحة    المغرب... تضامن مستمر ومتواصل مع فلسطين بقيادة الملك محمد السادس    رئيس الفيفا جياني إنفانتينو: دعم الملك محمد السادس جعل المغرب نموذجاً كروياً عالمياً    توقيف أفارقة متورطين في تزوير جوازات سفر وشهادات مدرسية أجنبية ووثائق تعريفية ورخص للسياقة    دقيقة صمت في هيروشيما إحياء لذكرى مرور 80 سنة على إلقاء القنبلة الذرية عليها    كتاب طبطبة الأحزاب    حين ينطق التجريد بلغة الإنسان:رحلة في عالم الفنان التشكيلي أحمد الهواري    النجمة أصالة تغني شارة «القيصر» الدراما الجريئة    الرباط تحتضن النسخة الأولى من "سهرة الجالية" بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر    نشوب حريق في شقة سكنية بمدينة الفنيدق    مقتل وزيرين في غانا إثر تحطم طائرة    قراءة ‬في ‬برقية ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬دونالد ‬ترامب ‬إلى ‬جلالة ‬الملك ‬    نتنياهو يتجه نحو احتلال قطاع غزة بالكامل    حزب الله يرفض قرار الحكومة اللبنانية تجريده من سلاحه    معاذ الضحاك يحقق حلمه بالانضمام إلى الرجاء الرياضي    أكلو : إلغاء مهرجان "التبوريدة أوكلو" هذا الصيف.. "شوقي"يكشف معطيات حول هذه التظاهرة    ابن الحسيمة "بيتارش" يلتحق بالفريق الأول لريال مدريد    المديرية العامة للأمن الوطني تطلق حركية الانتقالات السنوية    نقل جندي إسباني من جزيرة النكور بالحسيمة إلى مليلية بمروحية بعد إصابته في ظروف غامضة    عدد ضحايا حوادث السير يرتفع بالمدن فيما يسجل انخفاضا خارجها خلال شهر يوليوز    أشبال الأطلس يستعدون للمونديال بمواجهتين وديتين ضد منتخب مصر    طفل يرى النور بعد ثلاثين عامًا من التجميد    غزة.. انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات    أسعار النفط ترتفع    الموثقون بالمغرب يلجأون للقضاء بعد تسريب معطيات رقمية حساسة    بورصة الدار البيضاء تستهل الجلسة بأداء مستقر يميل للصعود    "وصل مرحلة التأزم البنيوي".. 3 مؤسسات رسمية تدق ناقوس الخطر بشأن أنظمة التقاعد        بعد طول انتظار: افتتاح حديقة عين السبع في هذا التاريخ!    مراكش والدار البيضاء أفضل الوجهات المفضلة للأمريكيين لعام 2025    الهند تعزز شراكتها مع المغرب في سوق الأسمدة عقب تراجع الصادرات الصينية    بطولة فرنسا: لنس يتوصل لاتفاق لضم الفرنسي توفان من أودينيزي    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعقد اجتماعاً حاسماً لدراسة تعديلات قانونية وهيكلية    المغرب يدرب 23 عسكرية من 14 دولة على عمليات حفظ السلام الأممية    «أكوا باور» السعودية تفوز بصفقة «مازن» لتطوير محطتي نور ميدلت 2 و3    بين يَدَيْ سيرتي .. علائم ذكريات ونوافذ على الذات نابضة بالحياة    بنما تعلن من جديد: الصحراء مغربية... ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل النهائي    سفير إسرائيل السابق في فرنسا يناشد ماكرون: إذا لم تفرض عقوبات فورية على إسرائيل فسوف تتحول غزة إلى بمقبرة    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    دراسة: الانضباط المالي اليومي مفتاح لتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمضي: الحصول على لقاح كورونا في ظرف وجيز إنجاز عالمي
نشر في فبراير يوم 30 - 11 - 2020

أكد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن ملايين الأرواح نحافظ عليها سنويا بفضل التلقيح، وملايين أخرى نعجز عن حمايتها بسبب عدم تمكن عدد من الناس للقاحات الموجودة، أو بسبب عجز الطب الى اليوم عن اكتشاف لقاحات ضد أمراض فتاكة، إذ يؤكد الخبراء ان لا شيء في تطور البشرية، باستثناء توفير الماء الشروب، وفّر خدمة تفوق أو تساوي ما قدمه التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة الناس عبر التاريخ البشري.
اليوم وبعد ازيد من 200 سنة من اكتشاف التلقيح، يضيف حمضي، لدينا فقط لقاحات ضد 28 مرض. وتجري الأبحاث حاليا لتوفير 200 لقاح ضد أمراض أخرى، تم القضاء نهائيا على مرض الجدري قبل 40 سنة من اليوم بفضل التلقيح. وهكذا لم يعد 5 ملايين انسان يفقدون حياتهم كل سنة بعد القضاء على الجدري، ولا يُصاب أضعاف هده الملايين من الناس بآثار ومخلفات المرض.
وأبرز أن 9 مليون حياة إنسانية نحافظ عليها سنويا: اليوم بفضل هدا الاكتشاف المذهل، الدي هو التلقيح، نتجنب 9 ملايين وفاة سنويا، أي أزيد من 24 ألف وفاة يوميا أو 17 وفاة في الدقيقة، 3 مليون وفاة سنويا أو5 وفيات كل دقيقة نتجنبها: ادا استثنينا الخمسة ملايين وفاة سنويا التي لم نعد نسجلها بعد اختفاء مرض الجدري بفضل اللقاح الدي لم يعد يُعطَى لنفس السبب، فان اللقاحات التي يستفيد منها أطفال العالم ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال تُجنّبنا 3 مليون وفاة سنويا، أي ازيد من ثمانية آلاف وفاة يوميا، وهو ما يعادل 5 وفيات كل دقيقة.
ثم إن 5 وفيات كل دقيقتين بسبب عدم الوصول الى اللقاحات المتوفرة: للأسف ليس كل أطفال هدا العالم يستفيدون من اللقاحات المتوفرة، بسبب الفقر أساسا. وهو ما يجعلنا، رغم توفر اللقاحات، نسجل مليون ونصف وفاة سنويا. تحدث جل أو كل هده الوفيات في البلدان التي لم تستطع توفير اللقاحات لكل أبنائها، ضد أمراض لقاحاتُها متوفرة مند عقود، أوّلُها الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال.
16 مليون وفاة إضافية يمكننا تجنبها: أما إذا تمكن الطب من إيجاد اللقاحات ضد كل الامراض الجرثومية التي يمكن إيجاد لقاحات ضدها، فسيصير بإمكاننا انقاد 16 مليون من الأرواح الإضافية كل سنة.
هذه ارقام عن الوفيات فقط، علما ان هده الامراض تخلف وراءها ملايين آخرين من الناس يحملون آثارا على صحتهم الى الابد، كالشلل عند الأطفال مثلا أو العمى أو فقدان السمع او إصابات الدماغ وغيرها.
عن المناعة الطبيعية والمناعة باللقاح
أشار حمضي أن هناك من يعتقد أو يروج لكون التلقيح قد يصيب الجهاز المناعي بالتكاسل، وأن التمنيع الطبيعي، أي بالتعرض للمكروبات والأمراض، هو الأفضل لأنه طبيعي في اعتقادهم. هدا خطأ وخطر كبيران، فالمناعة بالتطعيم أو التلقيح هي أصلا مناعة طبيعية يكون فيها الدور الأساسي لمناعة جسم الانسان نفسه. اللقاح يلعب فقط دور المحفز لهده المناعة الطبيعية.
وأكد حمضي أن هدف التمنيع ليس إعطاء جسم الانسان مضادات جاهزة تحل محل مناعته الطبيعية قصد تعويضها للقضاء على الامراض او تجنبها. التمنيع الوقائي هو استخدام مواد (المستضدات Antigènes ) تثير الاستجابة المناعية لتحفيز مناعة الجسم، لتكوين مناعة متخصصة تجاه مكروب ما. وينحصر دور اللقاح فقط في تحفيز مناعة جسم الانسان الأصلية والطبيعية والشخصية، وتشجيع الجسم للاستعداد بشكل مبكر للقضاء على المكروبات في حال تعرضه لها، بفضل مضادات الأجسام التي يفرزها الجسم نفسه.
وأردف المتحدث أن انتظار تعرض الانسان للجراثيم دون تمنيع يؤدي الى حالات مرضية كثيرة وأحيانا خطيرة وقاتلة بالملايين سنويا عبر العالم. لو كان التعرض لهده الامراض لا يشكل أي خطورة لما اهتم أحد بالبحث عن تمنيع ضدها لا باللقاح ولا بالتعرض المباشر للمرض. التطعيم يعطينا فائدة الحصول على المناعة ضد جرثومة ما دون التعرض لمخاطر المرض.
المناعة المكتسبة بعد اللقاح أكثر قوة وحماية وديمومة من المناعة المكتسبة بعد الإصابة بالمرض.
على عكس ما يعتقد البعض، يشير حمضي فان الدراسات العلمية تؤكد أن المناعة المكتسبة بالتطعيم تكون أكثر حماية واطول مدة من المناعة المكتسبة بالمرض، مع احتمال أن تؤدي الإصابة بالمرض الى مضاعفات منها الخطيرة ولربما الوفاة، عكس اللقاح. وهده حقيقة مهمة جدا لأن هناك امراض لا تعطي مناعة قوية أو لا تعطيها تماما، ويمكن ان يصاب بها الانسان عدة مرات، كأمراض الكزاز أو الدفتريا على سبيل المثال.
اللقاحات تحفز الجهاز المناعي ولا تُرهقه.
على عكس بعض التصورات، فان إعطاء جسم الانسان لقاحات مختلفة لا يرهق جهازه المناعي. هده تصورات يمكن تَفَهُمُها وتفهم تخوفات الناس التي قد تنتج عنها. لكنها خاطئة ولا أساس لها. هده بعض من الأسباب:
– أولا الدراسات تقدر ان الجهاز المناعي للمولود الجديد يمكنه ان يتجاوب مع 10 آلاف لقاح في نفس الوقت بفضل قوة الجهاز المناعي..
– ثانيا لو تم إعطاء كل اللقاحات الموجهة للأطفال في وقت واحد الى رضيع ما، فان هده اللقاحات لن تشغل سوى نسبة واحد من الألف من قدرة الجهاز المناعي.
– ثالثا يزداد عدد اللقاحات مع البحث العلمي، لكن، بفضل هدا البحث العلمي نفسه، كمية المستضدات التي تحتوي عليها هده اللقاحات تنقص باستمرار في اللقاحات الجديدة.
– رابعا علينا ان ندكر أن جسم الطفل والانسان بشكل عام يتعرض يوميا للعديد من المستضدات التي يتفاعل معها الجهاز المناعي بدون أدني مشاكل أو ارهاق له.
اللقاحات ضد كوفيد
يرى حمضي أن بعض الناس يعتقدون ان سرعة الوصول الى لقاحات ضد كوفيد 19 هو تسرع او يثير الشكوك، فالحصول على لقاح في ظرف وجيز أقل من سنة يعتبر إنجازا علميا غير مسبوق في تاريخ الطب. معدل الوصول الى لقاح هو أزيد من عشر سنوات كمتوسط. الوصول الى لقاح ضد بوشويكة (جدري الماء أو الحُمَاقُ Varicelle) تطلب 34 سنة. السيدا: نحن اليوم في 40 سنة من المرض والأبحاث دون لقاح بعد
ويسجل المتحدث أن جائحة كوفيد لم تصب الافراد فقط، بل أثرت كثيرا على الحياة الاجتماعية وعلى العملية التعليمية وأنهكت الاقتصادات العالمية. الخسائر الاقتصادية العالمية بسبب الجائحة تقدر بآلاف الملايير من الدولارات. يكفي ان نشير ان ما صرفته الدول الغنية في مجموعة العشرين G20 لمجابهة الجائحة وصل لحد اليوم الى 11 ألف مليار دولار، وهو رقم فلكي.
بسبب ذلك، يضيف حمضي سارعت المختبرات بتخصيص ميزانيات ضخمة لإجراء الدراسات والأبحاث لإيجاد اللقاح. المختبرات تدرك يقينا ان عملية تسويق اللقاح وبيعه ستتم بسرعة فائقة بسبب انتظارات العالم كله لهدا الحل. أكثر من دلك، حتى الحكومات قدمت ملايير الدولارات للمختبرات لمساعدتها على مواصلة وتسريع الأبحاث. الدول الغنية أبرمت اتفاقيات كطلبيات مسبقة لشراء كميات هائلة من اللقاحات. وهدا التمويل الاستثنائي كان عاملا أساسيا في تكثيف الدراسات ليل نهار وبأقسى الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية.
أشار حمضي أن هناك دور مهم لتقنية حصل أصحابها على جائزة نوبل للكيمياء سنة 2017، استعملت لأول مرة في تطوير اللقاحات مع كوفيد 19.. تم تطوير مجهر إلكتروني يساعد على تبسيط وتحسين تصوير الجزيئات الحيوية بتقنية التجميد Cryo microscopie électronique. لتحديد بنية الفيروس، وبالتالي دراسة مكامن ضعفه وطرق صنع لقاحات تقضي عليه .وهكذا تمت دراسة فيروس كورونا المستجد وتصويره في أدق تفاصيله ومشاهدته من طرف العالم في زمن قياسي لا يتعدى بضعة أسابيع عوض عدة سنوات في السابق.
وقال الطبيب إن الأبحاث عن اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 لم تنطلق من الصفر، بل من تراكم علمي مع نسختين سابقتين من الفيروسات التاجية: وباء كرونا 1 بآسيا سنة 2003، ووباء كرونا الشرق الأوسط سنة 2012. خلال الوباءين معا تم توقيف البحث عن اللقاح بسبب التحكم والقضاء على الوباءين. وحيث أن هناك تشابه كبير بين الفيروسات الثلاثة التي تنتمي لنفس الفصيلة، فان البحث بدأ سنة 2020 مع كرونا المستجد من حيث انتهت الدراسات السابقة وليس من الصفر. وهو ما سهل تسريع الأبحاث والوصول الى نتائج مرضية اليوم في أوقات قياسية.
المكاسب المنتظرة من التلقيح.
– على المستوى الفردي: حماية صحة وحيات الناس الملقحين ضد الامراض المستهدفة.
– على المستوى المجتمعي: تخفيض أعداد الناس الدين ينشرون المرض، وبالتالي تحجيم الوباء ومحاصرته بفضل المناعة الجماعية.
– على مستوى المنظومة الصحية: تفادي الضغط على المنظومة الصحية وعلى الأطر الصحية لمواجهة مضاعفات ومخلفات تلك الامراض.
– على المستوى الاقتصادي: تفادي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مصاريف وتكاليف الاستشفاء والعلاج، والاعاقات الناتجة عن هده الامراض، والغياب عن العمل والهدر الاقتصادي الناتج عنه. هدا بالنسبة للقاحات بشكل عام.
درجة أمان وفعالية اللقاحات ضد كوفيد 19
اليوم هناك ازيد من 200 لقاح ضد كوفيد قيد الدرس او التجريب. حوالي 50 منها في مرحلة الدراسات السريرية أي على البشر، 12 منها في المرحلة الثالثة او أنهتها.
النتائج المعلنة لحد اليوم تؤكد درجة عالية من الأمان والفعالية: آثار جانبية قليلة وبسيطة، وفعالية تفوق ال 90%. وهو ما لم يكن يتوقعه حتى الأكثر الباحثين تفاؤلا.
هناك اجمالا خمس تقنيات كبرى تتبعها المختبرات لإنتاج هده اللقاحات: اللقاح الحي الموهن، اللقاح الخامل Vaccin inactivé، لقاح بتوظيف جزيئات ال فيروسSous unitaires، تقنية "النواقل الفيروسية" (Vecteur viral) ، تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال (ARN messager) . هده الأخيرة هي التقنية الجديدة والتي استعملتها مختبرات فايزر وموديرنا.
المغرب واللقاحات ضد كوفيد
لقاح شركة سينوفارم Sinopharm
المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزويد المغرب بهده اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب.
اللقاح هو من نوع اللقاح الخامل Vaccin inactivé. وهي تقنية تقليدية أي مجربة كثيرا، وتقوم على الاستعانة بالفيروس المقتول. تقنية لها تراكم كبير وسلامتها موثقة عبر عقود من الزمن، وعدد كبير من اللقاحات المنتجة بهده الطريقة.
الأبحاث أجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثاربسيطة معروفة ومتوقعة: حمى بسيطة والام خفيفة واحمرار في موقع أخذ اللقاح. وهي نفس الاثار الجانبية التي سجلت في الدول الأخرى.
أظهرت دراسات المرحلة الأولى والثانية على هدا اللقاح والمنشورة في مجلة The Lancet درجة أمان وفعالية كبيرة. وهما خاصيتان تم تأكيدهما حسب المؤشرات الواردة من المرحلة الثالثة.
واليوم هناك ازيد من مليون صيني استفادوا من اللقاح بدرجة امان وفعالية عاليتين جدا، كما استعمل على نطاق واسع بالإمارات العربية المتحدة. وستنشر النتائج النهائية بالمجلات العلمية كما هو معمول به، كما تتوصل الدول المعنية بالنتائج المؤقتة للدراسات قصد الاستعمال المستعجل.
هدا اللقاح لا يحتاج لسلسلة تبريد خاصة بل فقط سلسلة تبريد عادية (ثلاجات عادية) التي تستعمل لحفظ اللقاحات الأخرى أي اقل من 8 درجات.
لقاح فايزرPfizer يحتاج لتبريد اقل من 70 درجة تحت الصفر، لقاح موديرنا Moderna يحتاج ل 20 درجة تحت الصفر.
الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19
المكاسب المنتظرة من التلقيح الموسع ضد كوفيد 19.
حماية صحة وحياة المستفيدين من التلقيح ضد الإصابة بكوفيد وخفض الوفيات والحالات الخطرة، حتى وقف الوباء، وتمكين المنظومة الصحية والأطر الطبية من العودة لمهامهم العادية.
خلق مناعة جماعية تحد من انتشار الوباء ووقفه، وبالتالي حماية كل المواطنين بما في دلك اللدين لم يتمكنوا من التلقيح بسبب ظروفهم الصحية او المناعية ، أو ضعف استجابة مناعتهم للتطعيم. أولئك اللدين لم تستجب مناعتهم بشكل كامل مع التمنيع.
فتح اقتصاد البلاد بمختلف قطاعاته، وعدم تعطيل البحث عن لقمة العيش للأسر، وفتح المدارس بشكل كامل، والعودة لحياة اجتماعية طبيعية.
المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم الصينية، وكدلك مع شركة استرا زينيكا AstraZeneca السويدية البريطانية التي تطور لقاحا بتعاون مع جامعة اوكسفورد. وهو في مفاوضات مع شركة فايزر Pfizer، ومع وجونسون اند جونسون Johnson & Johnson الأمريكيتين، وكانسينو Cansino الصينية .
سيكون المغرب من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول الى اللقاح الا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.
فبفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح. مند شهر غشت تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس.
بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الاشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها جلالته، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني.
بفضل دلك فان بلدنا ستشرع في استقبال اللقاحات واستعمالها بشكل مبكر جدا وبكميات مهمة. طبعا هده اللقاحات لن تصل بالكميات الكافية لتلقيح الجميع من البداية وفي نفس الحين، بل تباعا.
وقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وفق الإرشادات العلمية وحسب الحالة الوبائية، تنظيما تراتبيا للفئات المستهدفة: المهنيون الصحيون والمهن المتواجدة في الخطوط الأولى في مواجهة الجائحة، أطر التربية والتعليم، المسنون، الامراض المزمنة، كأولوية الأولويات.
شرطان ضروريان للتخلص من الوباء: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، ونسب تلقيح عالية.
في ظل التطور الوبائي لكوفيد 19 محليا وعالميا، وفي ظل المعطيات العلمية المتوفرة، فان اللقاح يبقى الحل الوحيد لمحاصرة الوباء، والعودة للحياة الطبيعية بشكل آمن.
لدلك تؤكد الدراسات ان القضاء على الجائحة يتوقف على عنصرين: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، مشاركة عالية للمواطنين في عملية التلقيح لضمان الحصول علة مناعة جماعية. كلما تأخر الوصول لهده المناعة الجماعية كلما بقي الوباء منتشرا، والاصابات والوفيات تسجل، والحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدرسية معلقة.
وكلما كان التنظيم محكما، والاستجابة عالية وسريعة، كلما تراجع الوباء وانخفضت الإصابات وتراجعت الحالات الخطرة والوفيات اليومية، واستأنفت الدورة الاقتصادية وانشطة الأسر حياتهما الطبيعية، وفتحت المدرسة أبوابها امام الجميع.
في انتظار دلك علينا ان نلتزم بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتطهير وتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التنقلات الغير الضرورية، حتى الوصول للنتائج المتوخاة خلال الشهر القليلة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.