تحت عنوان "ثقافة الجدار!"، علقت صحيفة "ليبرتي" على قرار السلطات الجزائرية شييد أسوار إسمنتية على ساحل وهران لتقييد وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى الشواطئ، بالقول إن "الجدار هو رمز فظيع للغلق والفصل والعزل، إنه التعبير المثالي عن فكرة الحبس"، مضيفة إنه "سجن. بل أكثر من ذلك تزداد حدته عندما يقام مقابل البحر، المرادف للانفتاح والآفاق الواسعة". وترى الصحيفة أن أطنان الخرسانة الموضوعة كحاجز على طول ساحل وهران "لمحاربة الهجرة غير الشرعية"، يشوه المناظر الطبيعية الخلابة، كما أنه تعبير و" بشكل مأساوي عن مأزقنا السياسي والفكري". ووصف كاتب افتتاحية الصحيفة هذا القرار ب"السخيف، المنبثق بشكل ساخر من تفكير يميل إلى العنف، الجسدي والرمزي، في مواجهة الظواهر التي تتطلب، طبعا، الذكاء والعقلانية لحلها". وتساءل، "كيف يمكننا أن نتخيل للحظة أنه يمكننا منع الهجرة غير الشرعية من خلال تسييج الشواطئ في بلد يبلغ طول ساحله 1200 كيلومتر؟ ". وأشار الى أن الأمر يتعلق في الواقع بترسيخ "ثقافة الجدار، عدوة جمال الكائنات والطبيعة، إنه تأصيل للقبح (...) إنها الوحشية التي وصلت إلى ذروتها، والتفاهة، التي لم تعد تثير أحدا. لقد أضحت أمرا عاديا في هذا البلد". وأضاف أن "سور وهران ليس إلا جزء من جدار طويل شيد ضد أفكار التقدم والتحرر". وأبرز أن هذا السور الطويل "يعبر المدارس والجامعات والمساجد والإدارات والأحزاب ووسائل الإعلام والمؤسسات" ، و"يفصل الرجال عن النساء وقمعهم بشكل جيد"، و"يكرس الاستبداد ضد الديمقراطية والاستسلام ضد الحرية".