تبقى السرقات الأدبية مجرد "سرقات صغيرة" كما هو عنوان مجموعة قصصية لأحد الأدباء في الكويت، لكن السرقة الأدبية التي نحن بصددها الآن لم تقع بهذه الإمارة النفطية الصغيرة، بل جرت أطوارها باليمن السعيد، وبطلها يحمل اسم سالم الدياء، وما نعتقد بسلامته الفكرية كما يدعى، ودليلنا أنه لم يجد أية غضاضة في سرقة نص قصصي لم يكتبه وليس له، بل إنه ظن نفسه أن اليمن الذي يقطنه ما زال كما كان في الماضي بلدا قصيا نائيا خلق من أجله المثل السائر "لا بد من صنعاء ولو طال السفر". الكاتب - السارق المذكر غير السالم لم يتعب نفسه في تحوير النص المسروق ولا في استبدال عنوانه الأصلي، بل أخذه كما هو طازجا مهيئا معدا للقراءة والاستهلاك. ولأن أصحابه أثنوا على "نصه" فإنه كان من أول المصدقين لكذبته على نفسه، وهذه المرة سيتعب قليلا لتهيئ ملف المشاركة في مسابقة إبداعية كبيرة يمنحها رئيس الجمهورية، وهكذا كان، وهكذا حصل الكاتب السارق على الجائزة مناصفة مع كاتب آخر، وقد فرح وربما قال كان علي الاستفادة من المبلغ المالي للجائزة كاملا.
والقصة الفائزة بجائزة رئيس الجمهورية للأدباء الشباب في اليمن سنة 2008، هي في الواقع قصة مسروقة لكاتب مغربي. ليس غير الكاتب عبد العزيز الراشدي، والقصة بعنوان "وجع الرمال". وأوضحت صحيفة يمنية أن قصة الكاتب المغربي نشرت في مجلة (العربي) العدد 554 في عام 2005، مشيرة الى أن للراشدي مجموعة قصصية تحمل نفس العنوان نشرها عام 2007. وأضافت أن سالم الدباء "أخذ القصة كما هي بالنص وقدمها وحيدة للفوز بها "، مشيرة الى ان هشام محمد طالب وزير الشباب والرياضة الحالي معمر الارياني الذي كان حينها رئيس أمناء الجائزة، برد الاعتبار له ماديا ومعنويا.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب إبراهيم طلحة عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين قوله في هذا الصدد " كيف تمر مثل هذه السرقات الأدبية على أعضاء لجان التحكيم في جائزة مثل جائزة رئيس الجمهورية (...) وكيف لمبدعين معروفين ألا يفوزوا بالجائزة، بينما يفوز بها من يشارك مرة واحدة بقصة وحيدة" ، داعيا لجان التحكيم الى استخدام الوسائل الحديثة كمعيار من معايير التحكيم.
"أمر مؤسف." حقا، بمثل هذا علق عبد العزيز الراشدي ضحية السرقة الأدبية باليمن . "السارق أغرم بالنص". ثم أضاف الراشدي ساخرا: "إنه في الوقت نفسه يجعلني أحس بالتقدير : لقد أغرم السارق حتما بالنص".