أدى حجاج بيت الله الحرام، اليوم الجمعة، شعيرة رمي الجمرات في مشعر منى، وذلك تزامنا مع أول أيام عيد الأضحى، حيث تختتم بذلك إحدى أبرز مناسك الحج بعد يوم الوقوف بعرفة. وانطلقت منذ ساعات الصباح الأولى أفواج الحجاج، الذين تجاوز عددهم 1.6 مليون، نحو الجمرات الثلاث لرمي سبع حصيات في كل موضع، إحياء لذكرى النبي إبراهيم عليه السلام، الذي يعتقد أنه رمى الشيطان في تلك المواقع بعدما حاول منعه من تنفيذ أمر الله. وكان الحجاج قد قضوا يوم أمس في عرفات، حيث أدوا الركن الأعظم من الحج، وسط درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 45 درجة مئوية. وقد دعت السلطات السعودية الحجاج إلى تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس، من خلال البقاء داخل المخيمات المجهزة، لتفادي ضربات الحر. مع مغيب شمس يوم عرفة، توجه الحجاج إلى مزدلفة للمبيت وجمع الحصى، استعدادا ليوم النحر الذي يشهد تنفيذ عدد من الشعائر، منها رمي جمرة العقبة الكبرى. الموسم الحالي تميز بعدد أقل من الحجاج مقارنة بالسنوات الماضية، باستثناء فترة الجائحة، وذلك نتيجة لحزمة من الإجراءات التي تهدف للحد من الحج غير النظامي وتحسين شروط السلامة، خاصة في ظل موجات الحر المتكررة، وقد لوحظ تراجع في حالات الإجهاد الحراري هذا العام وهو ما اعتبرته وزارة الصحة السعودية دليلا على نجاعة الإجراءات الوقائية المعتمدة. وشهدت المشاعر المقدسة تواجدا أمنيا وتقنيا مكثفا، مع تسخير آلاف الموظفين والتقنيات الحديثة لإدارة الحشود وتقديم الخدمات، في محاولة لتجنب تكرار المآسي السابقة، مثل حادث التدافع الكبير في منى عام 2015. يُذكر أن المملكة العربية السعودية تعتبر الحج والعمرة من أبرز مواردها الاقتصادية غير النفطية، إذ تدر هذه المواسم عائدات سنوية بمليارات الدولارات، وتشرف الدولة على تنظيمها تحت رعاية ملكها الذي يحمل لقب "خادم الحرمين الشريفين".