ماهي الاشارات التي يريد المتحكمون في موقع كود ان يوصلوها الى المغاربة، وما هي خلفية نشر خريطة يظهر فيها المغرب مفصولا عن اقاليمه الجنوبية، في وقت يزداد فيه سعار الانفصاليين وأسيادهم في الجزائر بعد الانتصارات الكاسحة التي حققتها المملكة مؤخرا؟ هل اصبحت الصحافة طرفا في نزاع الصحراء، بعد ان فشل الانفصاليون في تحقيق أي من اوهامهم على المستوى الدبلوماسي والسياسي؟ ماذا يعني ان يقوم الموقع بنشر خريطة يظهر فيها المغرب مجزأ، رغم ان الموقع مغربي وأصحابه مغاربة ويُشغّل صحافيين مغاربة استفادوا بالأمس القريب من بطائق مهنية باسم الموقع؟
ما قام به الموقع يستدعي طرح كل هذه الاسئلة لان المهنية يجب ان تقترن بالوطنية ولا يجب الانقياد وراء الاكذوبة الانفصالية التي تمس بالوحدة الوطنية مهما كانت الظروف ومهما كبرت الاغراءات التي يمكن ان يقدمها الطرف المناوئ للوطن..
موقع كود حاول التغطية على فعلته هذه من خلال كتابة "الخريطة كما نشرتها الواشنطن بوست"، كتعليق تحت الخريطة وذلك لتوهم القارئ انه لم يفعل سوى نقل ما كتبته الواشنطن بوسط وانه نقل ذلك بكل حياد، والواقع ان وحدة الوطن والدفاع عن مصالحه ليس فيها حياد، فإما ان تكون وطنيا ومع قضايا وطنك او لا تكون..
ما يؤكد ان الموقع قام بنشر الخريطة انطلاقا من خلفية واعية ويريد من خلال ذلك ابلاغ رسالة ملؤها الابتزاز والخسة، هو ان الموضوع قامت بنقله عدة مواقع اخرى وكتبت حوله صحف ومجلات ولم تقم بنقل نفس الخريطة بل اكتفت بصور اخرى قادرة على تبليغ فحوى الخبر، خاصة ان كل المعلومات مفصلة في ثنايا المقال وبالتالي فلا حاجة للخريطة، التي كانت بالنسبة لموقع كود هي الهدف والمبتغى من نشر الخبر اساسا، لان اصحاب الموقع لم ينشروا في المقال ما يشفي غليل القارئ ولم يذكروا باقي الدول التي تنفق على هذه اللوبيات الامريكية، وهي بالمناسبة لا تكتسي طابعا غير قانوني في امريكا وليس لها أي معنى قدحي، ومن بين هذه الدول الجزائر التي تنفق بدورها 420 ألف دولار وتحتل المرتبة 43 عالميا، حسب مؤسسة "سانلايت فونديشن" الأمريكية التي قامت بإعداد التقرير الذي نشرته الواشنطن بوسط..
ثم ان موقع "كود" لم يذكر ان هذه الأرقام "ترتبط فقط بما يتم تسجيله بشكل رسمي من طرف الحكومات الخارجية التي تتعامل مع جماعات الضغط الأمريكية"، أي ان المغرب يعلن بشكل رسمي عن المبالغ التي يقوم بصرفها في هذا المجال، ولا نظن ان الجزائر تفعل ذلك إذ ان الليوبيات، بالمعنى القدحي للكلمة، التي تتعامل معها الجارة الشرقية الغنية بالنفط والغاز كثيرة والأموال التي تغدقها على هذه الليوبيات وتوابعها اكبر بكثير مما ينفقه المغرب وباقي الدول التي احتلت الصفوف الامامية في لائحة التقرير الذي نشرته الواشنطن بوسط، ونقل منه موقع "كود" بعض النتف "المختارة" بعناية لكي يقوم بتمرير خريطته ومن تم القيام بعملية ابتزاز مكشوفة، وهي عملية يقوم بها الكثير من عديمي الضمير مؤخرا ويستغلها الفاشلون لكسب بعض المال وبعض الشهرة الوهمية على حساب المتاجرة بالقضية الوطنية..
هل فكر الذين يمولون موقع "كود" ويشرفون عليه من بعيد، في خطورة الامر الواقع الذي يريدون فرضه علينا؟ ثم ان خطورة نشر هذه الخرائط المبتورة تعيدنا الى الوراء، و تكشف على ان المسؤولين عن نشرها يريدون إيهام القارئ بان لا اجماع وطني حول هذه القضية، والحال ان الذي يقول بذلك هم ثلة صغيرة معروفة بانتماءاتها اليسراوية المريضة والطفولية او بعض الخونة الملتفين حول ما يسمى بانفصاليي الداخل..