لكل مرة أسباب و أقدار، لكن تبقى النتيجة واحدة وهي فقداننا لأبناء وطن لاحول له ولا قوة لدرء الفواجع، و بالجملة. لا يمضي ما يكفي من الوقت كي نتناسى فاجعة حتى تحل محلها أخرى بحجم اكبر و أفظع، و لا يسعنا بعدها إلا ان نردد "لا حول و لا قوة إلا بالله"… فما عساها ان ترد زيارة الوزير لمكان حادث أطفال أبرياء التهمهم البحر بسبب تقصير للكبار، و مادام التخطيط لا يسمح بإحداث رجال الإنقاذ على الأقل في الأماكن الخطيرة على مدى السنة، بسبب شح ميزانية صرف مستحقاتهم التي تبقى حكرا على أشهر الصيف فقط و لا تسمح بان يظلوا أجراء طول السنة؟ بل كيف لا يسمح هذا التخطيط حتى على وضع سياج يمنع ولوج الأماكن الخطيرة للاصطياف بها مثل نقطة التقاء هذا الواد الملعون بالبحر، و الكل يعلم مدى خطورته التي التهمت شخصيات بارزة في مجراه فكيف بمصبه الذي سيكون أخطر فأخطر؟ ألهذا الرخص وصلت أرواح المواطنين بهذا البلد؟ أم يعتبر هذا الجزاء تأدية على سوء اختيار مدبري شؤوننا العاجزين؟ فاجعة طانطان أسندت لسائق الحافلة المسكين الذي اعتبر بكونه قد ألقى بنفسه للتهلكة حتى لا يتم المساس بمافيا تهريب البنزين من الجنوب، فلمن ستلفق هذه الكارثة اليوم يا ترى؟ للبحر ام للواد أم لخزينة المالية التي لم تسمح ميزانيتها بعد بإقامة حراس للشاطئ إلى حين دراستها والتمكن من الضحك على الذقون بأجور موسمية واهية؟؟؟ وبنا ء على هذا، و إلى غاية ذلك الحين يتوجب على المواطنين أخذ الحيطة و الحذر و عدم التوجه للبحر- مهما ارتفعت درجات الحرارة – إلى غاية وصول موعد العقدة مع المنقذين الموسميين !!!.