لا يتورّع أبدا »أبغض القرّاء« ، كما سمّاهم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم ووصّانا بأن نحْثُو في وجوههم التّراب، حيثما لقيناهم، وهو ما نفعله في مقالاتنا بجريدة »النهار المغربية« ، مرتكزين في ذلك، على مراجع وكتب من تراثنا الدّيني الذي لا نقرأه، لفضح هؤلاء، الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على الدّين وملاة للمسلمين.. لا يتورّعون أبدا في الانقضاض على بعض القضايا التي ينتقونها بدهاء شيطاني ليضلّوا العقول المنقادة بهدف صرف الناس عن أمور تدين هؤلاء المتمسحين بالدين، والمثيرين للفتن، واستنساخ خيبات التاريخ، وانكسارات الماضي.. تراهم ينادون كذبا بتطبيق الشريعة، فيما لو طبقت هذه الشريعة، لكان هؤلاء هم أوّل من تقطع رؤوسهم وأيديهم وألسنتهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، ويفرّق جماعتكم، فاقتلوه« ... ولكن الذنب كل الذنب، يعود لوزير العدل الذي سمح لهؤلاء بالخروج من السّجن، لينفثوا سمومهم في الأمة.. كان عمر رضي الله عنه، يسجن مثل هؤلاء، لما يحدثونه من بلبلة في الدولة، ومنهم من ظل في السجن حتى أفرج عنه عثمان بعد ولايته.. أم أنا مخطئ؟ خطؤونا يا أهل المكر بالمراجع.. سفّهونا بالدّليل والحجّة، أو افتحوا المجال لمناظرتكم، ليكتشف الناس مكركم وحقدكم، وخبث أنفسكم، وكيف لكم أن تناظروا، وقد دعاكم راهب يسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما قبلتم النزال لضعفكم؟ ودعاكم للمناظرة شيعي يسب عائشة، فما استجبتم، لأن مخاطبة العوام في المساجد، أسهل من مقارعة هؤلاء؟ أو ردّوا على الدّاعية الشيخ »الدّدو« الذي قال يوم 10 يوليوز، إن القول بدولة إسلامية في التاريخ، إنما هي أوهام ليس إلا.. وهو على حق فرسول الله صلى الله عليه وسلم، كان صاحب رسالة ولم يكن رئيس دولة بمفهومها العصري، ثم هل طبقت الشريعة بعد وفاته؟ لنسأل مراجع التراث.. كل من حاول تطبيق الشريعة إلا وأخطأ، أو تحيّز، أو تحايل، واجتهد في الحيل.. لقد قتلت الناس بغير حقّ أو ضاعت حقوقهم، أو نجو من العقاب بفضل شهود الزور، خصوصا إذا كان المذنب من الأعيان، أو من المقرّبين، ولن أذكر المراجع، وأرقام الصفحات، لضيق الحيز، وما أثر هذه المطبات التي حدثت منذ 14 قرنا، فما بالك بشريعة سيطبقها شيطان في جبة في القرآن 21.. فأين من امرأة بريئة أقيم عليها، حدّ الزنا لجهل المفتي بنص القرآن الصّريح، وبعد حين جاء الولد يشبه أباه تماما وصدق القرآن الكر يم، وكذب مقيم الحد على امرأة طاهرة ! أين من ابن أعجمي مسلم، حٌرم من ميراث أبيه، لأنه لم يولد في أرض إسلامية، فضاع حق الشاب ظلما وعدوانا، والقرآن لا يقول بذلك إطلاقا ! أين من شهود ثلاثة، يجلدون 80 جلدة لكل واحد منهم، ويأخذ بشهادة »سلح العقاب« ، يعني »زياد« ، الذي لم ير »المغيرة بن شعبة« يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة« ، وهو يتبطن امرأة على فراش الزنا ! وما أكثر مثل هذه الفظائع، التي تعج بها كتب التراث، ومنها ما يمس شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل منها ما ينفذ إلى فراشه، وإلى حياته الخاصة، مما تفر منه أشعارنا، وتكرهه قلوبنا، دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنزيها لشخصه من هذه الأكاذيب.. فهل رأيتهم يذمون أو يستنكرون أو يحذرون من هذه الروايات المشينة؟ بل تجدهم حتى في رمضان، يقولون للناس، بدون ورع، ولا حياء، ولا تقوى إن النبي، وحاشا ذلك، كان يدخل على عائشة في رمضان ويقبلها وفي رواية أخرى، كان يمص لسانها.. ثم فضائح ومصائب وسخافات يكرّسونها وأخرى يسكتون عنها عنوة، لكن إذا ذكرها كاتب غربي، أو رسمها رسام أوربي، تثور ثائرتهم ليضلوا الناس وليظهروا بمظهر المدافع عن النبي الأكرم.. فما هو موجود في التّراث والمراجع ليندى له الجبين، ولتقشعر له الأبدان، ولتنفر منه الأنفس المحبة حقا وصدقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. ما سمعناهم أفتوا يوم ذهبت الزوجة بعلم أبيها »النبي« إلى اليونان لملاقاة عشيقها.. ما سمعناهم يردون على فواحش، ومناكر، أفتى بها فقهاء وأئمة مذاهب، ولا نبّهوا، أو تبرؤوا مما جاء في كتبهم، التي يأخذ بها بعضهم وعن ذلك سأتحدث غدا..محمد فارس