أطفأ نظام المساعدة الطبية المعروف ب (راميد)، سنته الأولى التي انتهت باستفاذة أكثر من 5 ملايين مغربي من هذا النظام، وبلغة الأرقام فإن 60 في المائة من الفئات المستهدفة استفاذت، حيث بلغ الغلاف المالي الذي صرف حتى الآن مليارين و30 مليون دوهم، وهو مبلغ جد مهم إذا علمنا أن المغرب يعاني كثيرا على مستوى توفير الخدمات الصحة للعموم، حيث نجح نظام "راميد" على الأقل في ضمان الولوج إلى الخدمات الصحية. أكثر من ذلك فنظام "راميد" حسب ما قاله الوردي تكفل بعمليات كبيرة همت القلب والشرايين وزرع الأعضاء وجراحة الدماغ وجراحة الأورام، وهي تدخلات جراحية تحتاج أموالا طائلة، يصعب توفيرها من قبل ذوي الدخل المحدود. نظام راميد كما يعرف الجميع هو مشروع دولة، يقف وراء إنجاحه الملك محمد السادس، وحتى إن حاولت بعض الجهات الركوب عليه لتحقيق مكاسب سياسية، ومحاولة استغلاله حزبيا، خاصة خلال النقاش الدائر حول إصلاح صندوق المقاصة، فإن الرعاية الملكية لهذا الكشروع أنقذته من السقوط في المطبات، لذلك تمكن كثير من المغاربة من الإستفاذة من العلاج المجاني، رغم تأخر الحكومة الحالية في إصلاح كثير من الإختلالات التي رافقت تطبيق المشروع، وهو الأمر الذي كان على الحكومة الإنكباب عليه، بدل تضييع كثير من الوقت والحهد في إحصاء المستفيذين الذي كانت بعض أحزاب الأغلبية، وخاصة العدالة والتنمية تسعى لاستغلالهم مستقبلا كأصوات انتخابية. لقد بينت الأرقام التي تم طرحها خلال الإحتفال بمرور سنة على تطبيق نظام "راميد"، أن الفئة المستهدفة يمكن أن تتجاوز 10 ملايين نسمة، وهو رقم يقترب من ثلث ساكنة المغرب، لذلك لا نستغرب من حجم المجهودات التي تتطلبها العملية، والكلفة المالية الباهضة، إضافة إلى الموارد البشرية المهمة التي تم تجنيدها، وذلك لإنجاح مشروع يراهن عليه المغرب للقطع مع الظلم والحيف الذي تعاني منه فئات واسعة من المغاربة، وتمكينها من الحق في الولوج إلى الصحة، دون أن يتم استغلالها انتخابيا من طرف كائنات انتخابية تعودت على أسلوب المقايضة. لقد أعطى الملك محمد السادس جميع الضمانات ليبقى هذا المشروع بعيدا عن المزايدات السياسية، ويكون مشروعا وطنيا، موجها للمغاربة الذي يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على العلاج، وهو ما يفرض مجموعة من التحديات على الحكومة الحالية، التي عليها خلق إطار منؤسساتي حقيقي لمنح ي انحراف للمشروع، ووضع كافة الضمانات لكي يبقى مشروعا وطنيا حقيقيا بهدف تحقيق مبدأ "الصحة للجميع" .عبد المجيد أشرف