تجمع العشرات من الآباء وأولياء التلاميذ، مرفوقين بأبنائهم، أمام مقر ولاية جهة سوس ماسة درعة احتجاجا على قرار تنقيلهم إلى ثانوية «الصفا»، الجديدة، والتي يقولون إنها توجد في موقع يبعد عن مقر سكناهم ويفتقر إلى الظروف الأمنية التي تحميهم من تحرّش المنحرفين، الذين يجوبون المنطقة. وكانت فعاليات من المجتمع المدني قد وجهت ملتمسا إلى الجهات المعنية، تطالب من خلاله بإعادة النظر في تصميم وهيكلة الخريطة المدرسية وكيفية تنزيلها على أرض الواقع، بعد أن بلغ إلى علم الساكنة إحداث مؤسسة جديدة في أقصى «قصبة الطاهر»، على مقربة من واد سوس المسماة «ثانوية الصفا»، والتي تستهدف تلاميذ المستوى الثانوي من أبناء «المزار» و«قصبة الطاهر»، بتمكين تلاميذ «حي المزار» من متابعة دراستهم الثانوية داخل إحدى المؤسسات القريبة، لكون المؤسسة الجديدة تبعد عن محل سكنى معظم هؤلاء التلاميذ المستهدَفين ولِما في الطريق من مخاطرَ على التلاميذ بسبب الظروف الأمنية غير الملائمة في المنطقة، والتي توجد على مشارف واد سوس، فضلا على انعدام الإنارة في الطريق الرابطة بين المؤسسة الجديدة ومحل سكنى التلاميذ. وفي السياق ذاته، عقدت مجموعة من الأسر لقاء مع النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في أكادير لمدارسة موضوع حرمان أبنائها من التمدرس داخل مؤسسة تعليمية قريبة من الشطرين «أ» و«ب»، في حي تدارت، حيث يضطر أبناؤهم إلى قطع مسافة ثلاثة كيلومترات من أجل الوصول إلى مدرسة «المختار السوسي»، وهو ما يهدد بحرمان ما يقارب 600 تلميذ من التمدرس. وذكرت مصادر من عين المكان أن غياب مدرسة ابتدائية في الشطرين المذكورين ناتج عن عدم التزام مؤسسة العمران بتوفير المرافق الاجتماعية في الشطرين، بعد أن تم ترحيل ساكنة دور الصفيح في أنزا إلى هذه الشقق الجديدة، وهو ما أثّر سلبا على الدخول المدرسي في تلك المناطق خلال السنة الجارية. وشددت نفس المصادر، التي حضرت اللقاء، على أن هذا الأخير لم يسفر عن أي نتائج ملموسة، الأمر الذي قد يؤجّج الأوضاع في تلك المنطقة، خاصة أن الدخول المدرسيَّ الحالي يتزامن وافتتاح مجموعة من المؤسسات الجديدة في مناطق عرفت حركية للسكان، مما ساهم في إرباك الخريطة المدرسية، بتنامي ظاهرة الاكتظاظ في بعض المؤسسات وقلة أعداد التلاميذ في مؤسسات أخرى.
