بمنطقة بوزوك بجماعة تمسية التابعة إداريا لعمالة إنزكان أيت ملول،يقطن إلى حد علمنا أكبر معمر بجهة سوس ماسة درعه إن لم نقل وطنيا المعروف بالحاج محمد بن يحيى، فهو الآن يقبع في منزله في حالة صحية متدنية وفي كامل قواه العقلية .طاله النسيان وخانه الزمن الرديء ،لكن لم تخنه ذاكرته القوية التي لا تزال تحتفظ بالذكريات وتسترجع شريط التاريخ المر والحر الذي عاشه هذا الشيخ الهرم البالغ من العمر 132 سنة حسب تصريحه .وحين تجالسه ويبدأ معك في سرد الأحداث التاريخية وشخصياتها وملوك الدولة وعصور الأزمنة التي ساد فيها المخزن السائل [زمن السيبة]، والآن يوجه نداءا إلى كل الضمائر الحية ،والمنظمات الانسانية و المجتمعية أن يلتفتوا إليه ليتجاوز محنته الصحية ،خاصة أنه ذاكرة حية ومرجعية تاريخية يمكن الاعتماد عليها من طرف الباحثين في علم التاريخ ، لأنه ربما تحتفظ ذاكرته بأحداث وحوادث ومراحل تناسها أو غفل عليها المؤرخون. هو الآن رهين عجزه الجسدي لازم الفراش لمدة ثماني سنوات ،ورهين ضعفه البدني وحبيس العوز والفقر وضحية تجاهل المسئولين الجماعيين بموطنه الذين لن يعيروا لمثل هاته الذاكرة التي ما تزال تنبض حيوية ،أي اهتمام بل تركوها تتصارع مع عوات الزمن .