وصف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر الاحتجاجات التي نفذتها الشرطة ، خلال الأسبوع الجاري ، في البلاد مؤشرا على "حجم الأزمة في أعلى هرم الدولة". وقال رئيس التجمع حسن بلعباس في بجاية خلال افتتاح الجامعة الصيفية لهذا الحزب المعارض ، أمس الجمعة في بجاية ، (شرق)، إن خروج الشرطة إلى الشارع للمطالبة بحقوق اجتماعية ومهنية مؤشر على "حجم الأزمة في أعلى هرم الدولة، وحالة الانسداد داخل مؤسساتها". واتهم بلعباس في كلمته التي نشر الموقع الإلكتروني للحزب مقتطفات منها، مديري ومسؤولي المؤسسات ، بالأخص الأمنية ، ب"اللامسؤولية "، معتبرا احتجاجات أصحاب القبعات الزرق أمام مقري الحكومة والرئاسة في العاصمة ب"السابقة الخطيرة جدا" في البلاد. وأوضح أن "الانسداد" داخل مؤسسات الدولة هو "نتيجة جناح في السلطة يرهن الدولة مدة نصف قرن، معربا عن الأسف لكون أعوان الشرطة الذين تم تجنيدهم ل"مواجهة وقمع القوى السياسية" لمنعها من التظاهر "هي نفسها التي ترفع اليوم نفس الشعارات". وكان التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قد سارع إلى إصدار بيان ، الاثنين الماضي ، غداة احتجاج المئات من رجال الشرطة في غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) تضامنا مع زملائهم المنتشرين في بلدة بريان المجاورة التي ازدادت بها حدة العنف خلال نهاية الأسبوع الماضي. وعبر الحزب في بيانه عن أسفه "للتدهور الكبير للوضع الأمني في هذه الولاية"، واصفا كل رفض بتأمين الحماية للممتلكات والأشخاص بكونه "خرقا سافرا للدستور وترددا في تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر"، ومحذرا "السلطات العمومية من العواقب غير المتوقعة لهذا الانزلاق". ومباشرة بعد احتجاجات الشرطة في غرداية التي استمرت يومين، وطالبت فيها بتحسين ظروف عمل أفرادها، دخل المئات من زملائهم ، بداء من يوم الثلاثاء الماضي في حركة مماثلة في العاصمة الجزائر حيث تجمعوا أمام قصر الحكومة، قبل أن يحيطوا في اليوم الموالي بمقر رئاسة الجمهورية، رافعين شعارات تطالب برحيل المدير العام للأمن الوطني الجنرال عبد الغني هامل. وفي وثيقة وزعت على الصحافة، طالب المحتجون ب"الزيادة في الأجور والمنح، والحق في السكن الاجتماعي بالنسبة لأعوان الشرطة، وتحسين ظروف عملهم، وكذا إنشاء نقابة مستقلة للدفاع عن حقوقهم الاجتماعية والمهنية". ولم تهدأ هذه الاحتجاجات إلا بتدخل شخصي من الوزير الأول عبد المالك سلال الذي وعد بالنظر في مطالب هذه الفئة، حيث من المنتظر أن يعقد اجتماع وزاري غدا الأحد لبحث هاته المطالب. يذكر أن احتجاجات قوات الأمن توسعت في مناطق أخرى من الجزائر ضمنها وهران التي تعد ثاني اكبر مدينة بعد العاصمة.