السيد رئيس الحكومة المحترم، هل أنت موجود فعلاً ؟ أم أنك خارج التغطية الحكومية ؟ هل أنت على دراية بما يحدث في هذا البلد ؟ هل تعلم أن 40 مغربياً ماتوا في شبه فيضانات الجنوب ؟ هل تعلم أن وزيراً في حكومتك شوَه صورة المغرب أمام 60 قناة عالمية السبت الماضي ؟ هل تعلم أن معلقي القنوات العالمية سخروا من المغرب وملعبه ؟ هل تعلم أن صحيفة إسبانية شهيرة كتبت بالبند العريض "ملعب الرباط .. حقل بطاطا" ؟ هل شاهدت تلك الصور المخزية لجثامين مواطنين مغاربة تحملها شاحنة لنقل الأزبال ؟ هل قرأت كل ما يكتبه المغاربة في مواقع التواصل الإجتماعي حول فضيحة ملعب الرباط ؟ هل سمعت عن اختراع إسمه "استقالة" و "إقالة" ؟ السيد رئيس الحكومة المحترم، هل قرأت دستور هذه المملكة ؟ هل سمعت بما جاء فيه من ربط المسؤولية بالمحاسبة ؟ هل تعلم بأن الدستور يحملك مسؤولية أداء وزرائك ؟ هل تعلم بأنه عندما يهين وزير من حكومتك المغاربة ويشوه صورة البلد فأنت المسؤول الأول عن ذلك ؟ هل تعرف بأنه عندما تحمل جثة مواطن في شاحنة أزبال فأنت المسؤول الأول أمام المغاربة ؟ هل تعلم سيدي رئيس الحكومة بأن دولة فرنسا سجنت مؤخراً عمدة بلدة فرنسية صغيرة ونائبته لأنهما لم يأخذا محمل الجد إنذاراً للأرصاد الجوية وسمحا بالبناء في منطقة مهددة ؟ هل سمعت يوماً بكلمة "المسؤولية" ؟ هل تعرف معنى شعار "محاربة الفساد" الذي ترفعه في وجوه خصومك في كل لحظة وفي كل حين ؟ السيد رئيس الحكومة المحترم، هل تعلم بأن المغاربة يحسُون بالإهانة بعد ما حدث ؟ هل تعلم بأن نفس هؤلاء المغاربة هم من يدفعون أجرتك وأجرة وزرائك من ضرائبهم ؟ هل تعرف سيدي رئيس الحكومة لماذا يدفع المغاربة أجرتك من ضرائبهم ؟ لتدافع عن مصالحهم، ولتوفر لهم مرافق تحفظ كرامتهم، ولتحقق وعودك الضخمة التي كانت سهلة المنال عندما كنت في المعارضة وتحولت إلى سراب بعد جلوسك على كرسي رئاسة الحكومة. فهل تعلم اليوم بأنك خدلتهم ؟ لماذا لم تحرك ساكناً ضد وزيرك في التجهيز ؟ وضد وزيرك في الداخلية ورجالاته في الجنوب ؟ لماذا لم تُقل لحدود الساعة وزير الشباب والرياضة الذي أعطى الفرصة للعادي والبادي للإستهزاء من هذا الوطن ؟ لا بد أنك سمعت يوما حديث الرسول (ص) "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، ولابد أنك تقرأ في صلاتك آيات تتحدث عن العدل والقسط. فهل أنت راضٍ عن حصيلتك ؟ أو بالأحرى "حصلتك" ؟ هل تتذكر القسم الذي أدَيته أمام الملك أنت ووزرائك ؟ السيد رئيس الحكومة المحترم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. فالمغاربة يمكنهم أن يصبروا على الفقر والجوع والبطالة، لكنهم لن يصبروا أبداً على المساس بكرامتهم. وما حصل بملعب الأمير مولاي عبد الله يوم السبت، وما حدث قبل ذلك في مدن الجنوب الجريح أكبر إهانة لهذا الشعب. تحمَلوا مسؤولياتكم قبل أن يفوت الأوان، ولله الأمر من قبل ومن بعد ! وخير تعليق : "إنا لله وإنا إليه راجعون". خالد أشيبان
