ركز منتدى فاس "من أجل روح للعولمة"، الذي ينتظم في إطار مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة نقاشاته خلال الجلسة الرابعة التي عقدها الثلاثاء بمتحف البطحاء بفاس ، على إبراز إسهامات الرحالة المغربي حسن الوزان المعروف باسم ( ليون الإفريقي ) الذي عاش في بداية القرن 16 الميلادي متتبعا مسارات رحلاته التي جاب خلالها العديد من الآفاق وكذا الأعمال والدراسات التي خلفها . واستعاد باحثون ومؤرخون وجامعيون ، خلال هذه الجلسة التي تمحورت حول موضوع "حسن الوزان (ليون الإفريقي)"، مسار هذه الشخصية الكبيرة والاستثنائية منذ ميلاده بمدينة غرناطة (الأندلس) باعتباره كان رحالة جاب جزء كبيرا من بلاد إفريقيا كما استقر بفاس قبل أن يرحل إلى روما التي ألف فيها كتابه (وصف إفريقيا) ومنها تم اختطافه من طرف القراصنة. وأكد المتدخلون في هذا النقاش، الذي حضره باحثون وأساتذة جامعيون ومهتمون من المغرب والخارج، أن كتاب حسن الوزان الموسوم ب (وصف إفريقيا) الذي ضمنه تجربته في الرحلة ومعايناته شكل بالنسبة لأوروبا عصر النهضة مصدرا أساسيا ومحوريا في التعرف على إفريقيا واستكشاف عادات وتقاليد شعوبها، مشيرين إلى أنه قام بمغامرات خطيرة من أجل اكتشاف هذا العالم الذي كان مجهولا. وقالت أم البنين الزهيري الباحثة بجامعة كاليفورنيا ( الولاياتالمتحدةالأمريكية) إن كتاب حسن الوزان في وصف إفريقيا شكل مادة دسمة للباحثين الأوربيين ومصدرا رئيسا اطلعوا من خلاله على خصوصيات العديد من البلدان الإفريقية لما كتبه من وصف دقيق لهذه البلدان إلى جانب تضمينه لمعلوماته ومشاهداته عن المغرب الذي أفرد له وصفا دقيقا خصوصا مدينة فاس . وتحدثت عن الإضافات التي قدمها هذا العالم الكبير للعلم والمعرفة وخصوصا للجغرافيا كعلم قائم الذات، مضيفة أن كتاباته أثرت بشكل عميق على الباحثين والمفكرين الغربيين وظل هذا التأثير مستمرا إلى حدود القرن 19 الميلادي خاصة وأن وصفه لإفريقيا التي لم تكن معروفة إلى ذلك الوقت ساهم في استكشاف مجاهل هذه القارة وخصوصياتها . ومن جهتها أكدت مادلين دوبي الباحثة بجامعة كولومبيا ( الولاياتالمتحدةالأمريكية ) والمتخصصة في الكتابات الفرنكوفونية بمنطقة المغرب العربي على أهمية المكانة التي ظل يحظى بها الرحالة حسن الوزان في كتابات المؤرخين والباحثين باعتباره تمكن بفعل مغامراته أن يجوب جزء كبيرا من القارة الإفريقية وأن يخلف كتابات عميقة في وصف هذه القارة التي كانت عبارة عن عالم مجهول بالنسبة للأوربيين. وأوضحت أن كتابات حسن الوزان الذي شكل نموذجا للمثقف المهاجر ساهمت بشكل كبير في تقوية وتعزيز العلاقات الفكرية والثقافية لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط كما استفاد منها بعد عقود المتخصصون في المجال الذين تعرفوا من خلالها على عوالم كانت بالنسبة لهم فضاءات غير معروفة . ويحضر جلسات منتدى فاس الذي يشكل فضاء لمناقشة وبحث الأفكار ومختلف القضايا والمواضيع التي تهم السياسة والاقتصاد والتاريخ مجموعة من المفكرين والمؤرخين والباحثين من المغرب والخارج . ويتمحور الموضوع الرئيسي للمنتدى لهذه السنة حول تيمة " فاس في مرآة إفريقيا " بمشاركة وازنة لنخبة من أبرز المثقفين من داخل المغرب وخارجه سيناقشون في إطار جلسات علمية علاقات وارتباطات مدينة فاس بجنوبها الإفريقي وكذا التحديات والرهانات التي تواجهها العديد من البلدان الإفريقية . شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)