تحولت قاعة الاجتماعات الكبرى بعمالة تارودانت، صباح يوم الأربعاء رابع عشر شتنبر الجاري، الى حلبة لصراع سياسي، لم تظهر معالمه إلا بعد مرور ما يزيد عن نصف ساعة عن انطلاق اشغال الدورة العادية لشهر شتنبر، وبالضبط بعد ولوج اعضاء المعارضة للقاعة، حينها تحولت هذه الاخيرة الى سوق ارتفعت فيها الاصوات بين هذا الطرف وذاك، بين الداعي الى احترام القانون، والمطالب بنقطة نظام، في حين طالب أصوات أخرى بتطبيق بنود القانون الداخلي للمجلس ووضع حد للمهزلة، أما طرف اخر فقد اكتفى باصدار قهقهات، وكأن الجميع أمام مسرحية، حينها عمت فوضى عارمة وصلت اصداؤها خارج القاعة، ولم يعد الهدوء يعم القاعة الا بعد انسحاب اعضاء المعارضة التي أقر أحد أعضائها بعدم الاعتراف برئيس المجلس الاقليمي. كانت عقارب الساعة في حدود التاسعة وخمسة وخمسين دقيقة، أي بعد مرور ما يزيد عن نصف ساعة من انطلاق اشغال الدورة، ولج فريق المعارضة الى القاعة، وتزامن ذلك مع انتهاء مداخلة الرئيس واعطاء الكلمة الى احد كتاب المجلس قصد تلاوة تقرير حول ما عرفته الدروة السابقة، أي دورة يونيو الماضي، وما إن شرع في تلاوة التقرير، حتى تدخل عضو معارض في اطار نقطة نظام، الامر الذي تم رفضه من طرف رئيس المجلس بدعوى ان هناك مداخلة يجب اتمامها وفقا للسنة المعمول بها، لكن تشبث العضو بطلبه الرامي للسماح له بالتدخل، دفع برئيس المجلس للتنازل عن حقه برفض الطلب، وسمح للعضو المعارض بالتدخل في اطار نقطة نظام، لكن بعد ذلك وبعد ان تبين لرئيس المجلس ان الامر خارج عن اطار نقطة نظام المتحدث عنها، نبه العضو المتحدث بالعدول عن طلبه، لكون المداخلة بعيدة كل البعد عن نقط جدول اعمال الدورة، مطالبا من العضو المذكور احترام ادبيات المناقشة وفسح المجال لزميله لاتمام تلاوة التقرير، الشيء الذي رفضه العضو المعارض، مؤكدا على مواصلة مطالبته بنقطة نظام، وبصوت عال اهتزت له جنبات القاعة الكبرى. صفع المتحدث رئيس المجلس بعبارة "انا بعد راه ما معتارف بيك كرئيس"، فرد عليه الرئيس بعبارة "الله اخليك هضر فالموضوع راني كنبهك"، "هنا راه جينا ندافعوا على حقوق المواطنين" يقول الرئيس، رد العضو "ما كاينش التنبيه، جيب ليا اللي يخرجني"، وبعد ملاسنات بين الطرفين، امر الرئيس كاتب المجلس بالاستمرار في تلاوة التقرير. من جهته استمر العضو المعارض بقراءة محتوى وثيقة في موضوع التذكير بعدم اهلية رئيس المجلس الاقليمي، وهنا اختلط الحابل بالنابل، وتحولت على اثر ذلك القاعة الى مهزلة وضحك على الذقون، وبعد انتهاء العضو المعارض المنتمي لحزب الاستقلال من قراءة الوثيقة، قرر هذا الأخير وباقي الفريق الاعلان عن الانسحاب من الدورة، قبل ذلك، قام بتسليم نسخ من الوثيقة الى ممثلي وسائل الاعلام، ثم الى كل من الكاتب العام للعمالة وأخرى لرئاسة المجلس. وبعد أن عم الهدوء أرجاء القاعة، استمر أعضاء المجلس الحاضرين في مناقشة باقي نقط جدول أشغال الدورة وعددها ثمانية نقاط، الدراسة والمصادقة على مشروع ميزانية سنة 2017، الدراسة والمصادقة على مشروع تحويل اعتمادات من فصل الى فصل، الدراسة والمصادقة على طلب قرض من صندوق التجهيز الجماعي، الدراسة والمصادقة على اتفاقيات اطار لبناء الطرق والمسالك والمنشئات الفنية والتزويد بالماء الصالح للشرب وتهيئ المراكز الناشئة، الدراسة والمصادقة على تعديل اتفاقية الشراكة لحماية واحة تيوت من الفيضانات، الدراسة والمصادقة على الاتفاقية الجهوية المتعلقة بالبرنامج المندمج لتنمية السياحة الطبيعية والقروية لجهة سوس ماسة. كل النقاط تمت المصادقة عليها بالاجماع، ما عدا النقطة رقم 6 المتعلقة بالدراسة والمصادقة على تعديل اتفاقية الشراكة لحماية واحة تيوت من الفيضانات التي عرفت امتناع عضو واحد عن التصويت. وفي ختام أشغال الدورة العادية لشهر شتنبر للمجلس الاقليمي، تمت قراءة برقية ولاء واخلاص مرفوعة الى امير المؤمنين جلالة محمد السادس نصره الله.