قال القنصل العام لفرنسا بفاس"فرانسوا غزافيي تيليت"، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي حول موضوع "الفضاءات الجديدة للهوية .. صناعة التطرف"، أن المغرب وفرنسا " هما رفيقا سلاح في محاربة الإرهاب والتطرف. كما أنهما يتقاسمان نفس القيم ". وأوضح أن القيم المشتركة " التي يؤمن بها كل من المغرب وفرنسا وينافحان عنها هي التسامح واحترام الآخر والعيش المشترك الذي يعني الحياة في مقابل الموت الذي يشيعه الإرهاب والتطرف والدفاع عن قيم التضامن والإخاء في مقابل الفردانية المقيتة للإرهابيين " . وأكد في هذا الإطار، على أهمية الخطاب الملكي السامي ليوم 20 غشت 2016 والذي دعا جلالة الملك محمد السادس من خلاله المسلمين والمسيحيين واليهود إلى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة العنف والحقد والانغلاق على الذات بمختلف أشكاله وتجلياته . وأشار غزافيي أن موضوع الإرهاب والتطرف " يشكل أحد الأولويات المحورية ضمن علاقات التعاون الفرنسي المغربي "، مؤكدا على أهمية التربية في تنمية وتطوير وإنعاش الحوار بين الديانات والحضارات . ومن جهته، أكد السيد أنور كبيبش رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنه وفي غياب " حل أو معجزة " لظاهرة التطرف والإرهاب يبقى من الضروري مضاعفة جهود جميع الفاعلين من أجل مواجهة هذه الآفة . وأشاد السيد كبيبش بالخطاب الملكي السامي ليوم 20 غشت والذي دعا جلالة الملك خلاله جميع المؤمنين من مسلمين ومسيحيين ويهود إلى العمل المشترك من أجل محاربة " مأساة العصر الحديث المتمثلة في التطرف والإرهاب " . وقال إن النقاش حول ظاهرة التطرف والإرهاب يأتي في سياق دولي موسوم بارتفاع الهجمات الإرهابية كتلك التي هزت فرنسا وغيرها من البلدان الأخرى . كما أكد أن المسلمين يواجهون في مختلف دول العالم وبفرنسا على وجه الخصوص، بروز ظاهرة التطرف التي تهدد مختلف الفئات، خاصة الشباب منهم، مشيرا إلى أن السجالات المتكررة التي تشهدها فرنسا حول الموضوع " تجرم في الغالب المسلمين وتعمل بالتالي على تعميق الهوة بينهم وبين باقي المواطنين الفرنسيين " . وأوضح أن مسلمي فرنسا لا يسعون " سوى إلى العيش بسلام وممارسة شعائرهم الدينية في جو من الطمأنينة والاحترام والعيش المشترك مع التشبث بالقيم الإنسانية والمواطنة الحقة والإخاء والتسامح " . ويبحث المشاركون في هذا الملتقى الدولي الذي ينظمه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، "المركز الدولي للحوار والبحث حول الهويات الذاتية والمجتمعية "، مختلف تمظهرات ظاهرة التطرف وأساليب اشتغالها وكذا الإشكالات التي تثيرها والتي تتقاطع مع ما هو ديني أو سياسي أو مجتمعي أو فكري.