ساعات قليلة بعد وقوع فاجعة تحطم الطائرة الألمانية التي أودت بحياة 150 شخصا فوق جبال الألب الفرنسية ، خرج المحققون الفرنسيون في القضية برواية تفصيلية لأسباب الحادث ، حيث أكدوا أن مساعد اطيار المصاب بالاكتئاب هو من أقفل قمرة القيادة وأسقط الطائرة رغبة منه في الانتحار ، وهو الأمر الذي زكته ألمانيا في الحال. لكن ، دعنا نقلب الأمر الأمر قليلا، الكل يعلم أن ربابنة الطائرات ومساعديهم يكونون تحت مراقبة طبية ونفسية صارمة ، ويعرضون على الاختصاصيين بشكل دوري نظرا للمسؤولية الجسيمة التي على كاهلهم ، فكيف فطنت صديقة مساعد الطيار المنتحر باضطراباته النفسية وغاب الأمر عن مسؤولي وأطباء الشركة التي يعمل فيها ، خاصة وأنها أكدت أنه يعاني من الاكتئاب منذ مدة ليست بالقصيرة ؟ التفسير الوحيد للموضوع هو أن وألمانيا وفرنسا أرادوا لملمة الموضوع ، وإلصاق الحادث بالعامل البشري، لأن تحطم طائرة بسبب عطب تقني سيعني خسائر فادحة للشركة المشغلة وضربة قاصمة لشركة الإيرباص الأوروبية التي تساهم في رأسمالها ألمانيا وفرنسا بجزء كبير ، خاصة إذا علمنا أن سمعة الشركة تأثرت بشدة بسبب توالي حوادث سقوط الطائرات التي تصنعها مؤخرا ، وأنها كانت مقبل على إبرام صفقة ضخمة مع كل من اليابان والسعودية. فهل حمل مساعد الطيار الهالك وزر هذه الفاجعة لحماية فخر الصناعات الجوية الأوروبية من الهلاك ؟