أضحى الفيسبوك بما لا يدع مجالا للشك ، ملاذا و سندا لكل مطالب بحقوقه الضائعة ، كشف الفساد و فضحه ، و جعل رؤوسا عديدة مستبدة و طاغية ترحل بلا رجعة ، نصر فئات عريضة مستضعفة في الأرض ، منح هذا حقوقه ، و جعل آخر يعتذر ، و هكذا ... تلك إذن عدالة الفيسبوك التي لجأ إليها الملايين من أبناء هذا الوطن الحبيب ، و غيره من الأمم المنتشرة عبر العالم . بهذه الوثيرة و الكيفية العادلة ، أضحى " الفيسبوك " محكمة سامية فوق العادة ، لا تعترف بالفوارق الاجتماعية و لا تقبل الرشوة من هذا أو ذاك ، و لا يمكن للقاضي فيها ان يحكم بغير ما اجمع عليه عموم المواطنين ، حيث يستمع لجميع الردود الواردة عليها ، و يعطي لكل طرف حق التعبير عن رأيه بكل حرية ، دونما قيود أو خوف أو ترهيب أو شيء من هذا القبيل ، فيتم تداول كل ملف على حدا ، قبل ان تصدر الاحكام المتفق عليها في صيغتها النهائية ، و هكذا تحمل على محمل الجد ، فيشرع في تنفيذها ، مهما كانت الظروف و مهما كانت مكانة الشخص المدان ، لان محكمة " الفيسبوك " لا تميز بين وزير و لا غفير ، و لا ملك و لا مملوك ، فالكل سواسية ، و من أخطأ فمصير إلى ما لا يحمد عقباه . و في انتظار ان يسترجع الشعب ثقته في مؤسساته ، ستبقى محكمة " الفيسبوك " هي الملاذ الوحيد الذي لا يخيب الظن و لا يساوم و لا يطلب منك مقابلا للخدمة ...
