أكد سفير المغرب بالأمم المتحدة٬ السيد محمد لوليشكي٬ أمس الجمعة بنيويورك٬ أن العنصر البشري يتعين أن يكون في صلب أي سياسة لمحاربة الإرهاب. وقال السيد لوليشكي خلال اجتماع خصص لموضوع مكافحة الإرهاب من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة٬ إنه "علاوة على الوسائل التكنولوجية المستخدمة من أجل محاربة الإرهاب٬ فإن العنصر البشري وتربيته على قيم احترام الاختلاف والحوار والتسامح٬ يجب أن يظلا في صلب أي سياسة مرتبطة بهذه الظاهرة في الوقت الحالي سواء كانت علاجية أو وقائية". ويندرج هذا الاجتماع٬ الذي شارك فيه ممثلو الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وخبراء متخصصون في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية والمالية والطيران المدني والاستعلامات والأمن المعلوماتي٬ في إطار برنامج العمل الذي اقترحته الرئاسة المغربية للجنة محاربة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي. وأبرز السيد لوليشكي في كلمته العلاقة الوثيقة التي تربط بين التحكم في وسائل التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال ومكافحة الإرهاب٬ مشيرا إلى أنه "بالنظر إلى التطور المستمر للتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال٬ فقد أصبح من الضروري٬ أكثر فأكثر٬ أن تبلور الدول إجابة متعددة الأوجه لمواجهة هذا التهديد". وحسب الدبلوماسي المغربي٬ فإن لجوء المجموعات الإرهابية إلى "طرق التواصل عبر آليات الاتصالات المتنقلة يطرح تحديا خاصا" وهو ما يفرض ضرورة بذل المزيد من الجهود قصد تفادي وقوع هذه التكنولوجيات في أيدي السوء. واعتبر السيد لوليشكي أن جميع الدول "مدعوة إلى تملك الآليات التكنولوجية التي تمكنها من استباق الطرق الجديدة التي تعتمدها المجموعات الإرهابية والحيلولة دون وقوع أشكال أخرى من الأعمال الإرهابية". كما دعا إلى "مواءمة الإطار القانوني لكل بلد مع تطورات التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال"٬ وكذا الحرص على أن "يتم اتخاذ التدابير المرتبطة بمحاربة الإرهاب في إطار احترام حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون". وتوج هذا الاجتماع بإصدار إعلان ختامي لرئيس لجنة محاربة الإرهاب أكد على ضرورة مواصلة الحوار بخصوص القضايا المعالجة على مستوى الدول الأعضاء بالمنظمات الدولية المتخصصة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. كما أبرز الإعلان أهمية التعاون الدولي الفعلي في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال٬ وضرورة تطوير إطار ملائم لمساعدة تقنية ونقل التكنولوجيات لفائدة الدول السائرة في طريق النمو.