مباراة لتوظيف أطر عاملة أصلا بهيئة التدريس مع وقف التنفيذ!!!

أمنة أحرات :
تم في نهاية الموسم الدراسي المنصرم استدعاء مجموعة من منشطي التربية غير النظامية بجهة طنجة تطوان لدورة تكوينية قصد اجتياز امتحان الولوج لمراكز التربية و التكوين للموسم الدراسي المقبل، و قد اشترط في هؤلاء الإجازة مع سنتين من العمل في هذا القطاع. كما تم في العام الماضي نفس الأمربحيث جندت أطر تربوية عاملة بمركز تكوين المعلمين للتركيز على بعض المواد التي تجرى فيها المباراة، غير أن العديد ممن حضروا تلك الدورة أكدوا على عدم توفقهم في الدخول لهذه المراكز برمتهم، و الغريب في الأمر أن من نجحوا في ذلك أقل مستوى منهم بدليل أن هذه الفئة حاصلة بدون استثناء على الإجازة في حين أن الطلبة الجدد لا يتوفرون إلا على شهادة الباكلوريا، و زد على هذا كون هذه الفئة لها تجربة ميدانية بالمجال لأنها احتكت مباشرة مع العديد من التلاميذ الذين هم في وضعيات صعبة و أثبتت بالقليل من الدورات التكوينية التي خصصتها لهم النيابات و الأكاديمية أنها قادرة على إرجاع العديد ممن تركوا مقاعد الدراسة بسبب أو بآخر إليها.
للتذكير فإن العاملين بقطاع التربية غير النظامية و سد الخصاص هم من الفئة الأكثر نشاطا لأنهم قبلوا بعهدة عمل موسمي مع جمعيات متعاقدة مع النيابات و لا يخصص لهم إلا "الملاليم" التي لا تسد حتى مصاريف النقل لمن يتوجهون للأماكن النائية، و يعملون على إقناع العديد ممن استعصت حلول متابعتهم للدراسة، فيقيمون جدولا دراسيا مناسبا لهؤلاء و يغرونهم بطرق بيداغوجية مختلفة ليقربونهم منهم و يعيدونهم للصف الدراسي من جديد قصد القضاء على الهدر المدرسي الذي نخر الفصول بمختلف المدارس، فزاد الطين بلة بشأن تراجع المنظومة التعليمية ببلادنا.
كل هذا و الإعلان عن شروط المباراة التي تم الوعد بها لم يتم بعد علما بأن تاريخ إجرائها محدد في 6 و 7 شتنبر، فهل سيعلن عنها قبل هذا التاريخ بأيام معدودة لكي لا يتم الاستعداد لها بشكل جيد؟؟؟ أم أن الناجحون معروفون مسبقا و لا تهم الكفاءة ليتم بعدها الطعن في تنائج بعض الناجحين بمعدلات راسبة؟؟؟ و لم لا يتم ملأ الفراغ بهذه المجموعة التي هي عاملة أصلا بالقطاع مع تكثيف بعض الدورات التكوينية - و التي لا تتوانى في حضورها- ما دام الخصاص حادث بمجموعة من المدارس و ما دام العديد منها لا يتم استدعاؤها لأنها تفاوتت سقف السن المطلوب المحدد في 45 سنة ،و لأن أغلبهم فضل التوجه لميدان العمل منذ سنوات بدل الصراخ و التنديد قبالة البرلمان بسياسات أقصتهم و همشت مستوياتهم الدراسية و صنفتهم في خانة العاطلين؟
بناءا عل كل هذا لا يجب إلا الالفات لهؤلاء قصد تسوية وضعيتهم المادية و إلحاقهم بسلك التعليم لأنهم يحاولون جهدا إصلاح ما أفسده بعض ممن يخالون أنفسهم "رجال التعليم"، فيتم آنذاك ضرب عصفورين بحجر واحد: ملأ فراغ يعاني منه القطاع و المساهمة في التخفيف من حدة البطالة بفئة غير عاطلة في الأساس همها الوحيد تسوية وضعيتها من أجل العيش بكرامة و سائر الفئات العاملة