يسبب الإفراط في مشاهدة التلفزيون تغييراً في بنية دماغ الطفل بطريقة ضارة، بحسب دراسة يابانية جديدة وجدت أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل في المشاهدة تظهر تعديلات أكثر عمقاً في هيكلية الدماغ. فحصت الدراسة 276 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً، تراوحت مشاهدتهم للتلفزيون بين دقائق قليلة و4 ساعات، وبلغ متوسط المشاهدة ساعتين. وتبين من مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي أن الأطفال الذين أمضى معظمهم ساعات طويلة أمام التلفزيون زادت كمية المادة الرمادية في صورة الجزء الأمامي من الفص الجبهي بالدماغ. وارتبطت هذه الزيادة مع انخفاض الذكاء اللفظي، بحسب ما لاحظ الباحثون في جامعة توهوكو بمدينة سينداي اليابانية. وقال الباحثون إن المنطقة الرمادية تحتاج أن تعمل بكفاءة خلال مرحلة الطفولة. وبحسب صحيفة "دايلي ميل" يمكن تقييم حجم المنطقة الرمادية في الدماغ مقارنة بوزن الجسم، وتحتاج هذه المنطقة من الدماغ لأن تعمل بكفاءة خلال مرحلة الطفولة. وعادة تبدو صورة الرنين المغناطيسي لهذه المناطق من الدماغ رقيقة لدى الأطفال الذين يظهرون معدلات ذكاء أعلى. وقال الباحثون إن تأثير مشاهدة التلفزيون ليس مثل تأثير تعلم العزف على آلة موسيقية. ولفتت النتائج الانتباه إلى أن تأثير مشاهدة التلفزيون على هيكلية الدماغ لم تتم دراستها من قبل، وأن الدراسة تبين أن للمشاهدة تأثيراً على التطور العصبي للأطفال، وعلى أولياء الأمور الاهتمام بهذه الآثار عندما يعرّضون أطفالهم للتلفزيون فترات طويلة. ولم يستطع العلماء تأكيد إذا ما كان السبب وراء هذه النتائج أن مشاهدة التلفزيون فترات طويلة تأتي على حساب أنشطة أخرى مفيدة لتطور دماغ الطفل مثل القراءة أو ممارسة الرياضة البدنية أو التفاعل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء، لكن المؤكد أن التعرض للتلفزيون مسؤول بشكل ما عن هذه الآثار السلبية على الدماغ.
