يعتقد الكثيرون أن ممارسة رياضة الركض أو العدو تساعد في إنقاص الوزن ولكن أحدث الدراسات العلمية تقول "إن الاعتقاد بأن التمرينات الرياضية وبالتحديد رياضة الجري أو الركض تعمل على خفض الوزن إنما هو اعتقاد خاطئ وشائع". وتقول صوفي موريس وهي رياضية شاركت في الكثير من سباقات الجري "إنها تمارس الجري لعدة سنوات ومع ذلك فإن ذلك لم يساعدها على الإطلاق على خفض وزنها". وأضافت "أن ممارسة رياضة الجري أو الركض لمدة أربعين دقيقة يمكن أن يحرق ما يقرب من 400 سعر حراري ولكن ما يحدث بعد الجري هو أن شهية الفرد تدفعه إلى تناول قدرًا من الطعام تجعله يلغي ما قد سبق وقام بحرقه من سعرات حرارية، وكأن الجري كان بمثابة فاتح للشهية يدفع المرء إلى الميل إلى تناول ساندويتش من البرجر بالجبن مع البطاطا المقلية، والنتيجة هي إضافة عدد من السعرات الحرارية إلى جسدها يفوق تمامًا ما يمكن أن يحرقه الجري". وتقول موريس "إنها كانت عندما تصل إلى خط النهاية في أي سباق للركض كانت تبدو وكأنها باولا رادكليف نجمة سباقات العدو لمسافات طويلة، ومع ذلك فهي تعاني من زيادة في وزنها". وأشارت إلى أن "ذلك كان يثير دهشتها في بداية الأمر، ولكنها سرعان ما أدركت أن ذلك شيء طبيعي وشائع، وأن السبب في ذلك يعود إلى أن كثافة العضلات دائمًا ما تفوق كثافة الدهون". وأضافت " هناك سبب آخر وهو الاستيقاظ المبكر في الساعة السادسة صباحًا من أجل ممارسة رياضة الركض لمسافات طويلة وهذا يتطلب زيادة في السعرات الحرارية، وهو ما يؤدي بها إلى تناول وجبتي إفطار على الأقل، ثم تناول وجبات بروتينية خفيفية قبل وبعد الركض ولا تنسى كذلك تناول حلوى الكيك". وتنسب موريس إلى لورا كلاك الخبيرة بجمعية الحمية الغذائية البريطانية قولها "إنه بالإمكان خفض وزن الجسم عن طريق الحمية وحدها دون ممارسة رياضة الركض، إلا أن خفض الوزن عن طريق ممارسة التمرينات الرياضية يمثل صعوبة كبيرة، وأن الأمر يتطلب ممارسة قدر كبير من التمرينات الرياضية بدرجة عالية الكثافة لمدة ثلاث إلى أربع ساعات أو أكثر أسبوعيًا، وهي عملية يصعب على الكثيرين القيام بها والمداومة عليها". وتقول موريس "إنها أثناء ممارسة التمرينات الخاصة في سباقات الجري تكون أشبه بالنهمة الشرهة وتكون شهيتها مفتوحة وهذا في حد ذاته يفسر الأسباب الرئيسية التي تجعل من ممارسة رياضة الركض وسيلة فاشلة لإنقاص الوزن، وذلك لأن المرء دائمًا ما يشعر بميل نحو مكافأة نفسه بعد كل تمرين رياضي"، وخبراء الحمية الغذائية يقولون "إن ذلك لا يعني سوى أنك تتراجع خطوتين إلى الوراء". والواقع أن كل رطل من الدهون يعادل 3500 سعر حراري بما يعنى أنك تكون في حاجة إلى حرق 500 سعر حراري يوميًا، ولكنك تقوم بمكافأة نفسك بساندويتش من البرغر أو قطعة من الكيك التي تعيد ال 500 سعر حراري مرة أخرى، بمعنى أنك تحرق 500 سعر حراري خلال ساعة من الركض، ثم تقوم باستردادها مرة أخرى في أقل من دقيقتين". والحل الأمثل هو أن تأكل قبل ممارسة رياضة الركض بساعة ونصف الساعة على أن يكون الأكل معتدلًا بعد ممارسة الركض، كما أن الركض السريع لمدة 30 دقيقة يكون أفضل من المشى لمدة 45 دقيقة. ومع ذلك فإن ممارسة الرياضة بعد تناول وجبة ممتعة أفضل كثيرًا من عدم ممارسة الرياضة على الإطلاق، مع ضرورة مراعاة السعرات الحرارية، وتجنب المشروبات المعدنية إذا كانت ممارسة الرياضة تقل عن 60 دقيقة.