سيرا على نهج تحريري معرفي ومنخرط في المتعة السينمائية الحقيقية، تستمر المجلة المغربية للأبحاث السينمائية في نحت مكانها داخل حقل الإصدارات في مجال الكتابة السينمائية المغربية. وبذات النهج خصص العدد الجديد الجزء الأهم من مواده لملفين هامين. يتناول الملف الأول جماليات السينما، وذلك عبر مقالات رصينة ومحكمة تناولت مرتكزات الفن السابع في خلق إسطيطيقا خاصة به، وما ميزه عن باقي الفنون الأخرى كما ما يشترك فيه في خلق الوعي الجمالي بالعالم. والثاني تم تخصيصه لأحد أعلام الإبداع السينمائي العالمي، المخرج اليوناني ثيو أنجيلوبولوس. إسهامه وفرادته في توظيف الفيلم كقطعة إبداع تعالق عمق حضور الإنساني في اليومي المخصوص كما في الكوني الجامع. يتوسل إلى ذلك بواسطة حكايا وتجسيد صوري ينبض بالمعنى، حسب رؤية مثيرة تجعل الرائي لها يدرك مدى قدرة الإبداع على تلمس الحقائق المتخفية. إلى جانب هذا يتضمن العدد حواراً شاملا مع الناقد السينمائي الفرنسي المعروف جان ميشيل فرودون، الذي يوقع مقلاته النقدية بجريدة لوموند العريقة. وبالطبع، ولأنها مجلة تتغيى النقد السينمائي في جانبه التحليلي الموضوعي، يجد القارئ أضمومة من المقالات النقدية بأقلام مكرسة ولها حضور أكيد في المجال، وهي عبارة عن قراءات لأفلام مغربية بالأساس تتأسس على مرجعيات تحليلية خاصة. المجلة تصدرها الجمعية المغربية لنقاد السينما، ويساهم في تحرير مضامينها ثلة من النقاد والكتاب والأساتذة المبرزين المعروفين في الوسط الثقافي المغربي والعربي.