مواهب كروية .. 200 طفل يظهرون مواهبهم من أجل تحقيق حلمهم    مغربية تشكو النصب من أردني.. والموثقون يقترحون التقييد الاحتياطي للعقار    حريق مهول يلتهم سوق المتلاشيات بإنزكان    فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ببكتيريا "برازية"    طقس الثلاثاء.. أمطار الخير بهذه المناطق من المملكة    الأمن المغربي والإسباني يفككان خيوط "مافيا الحشيش"    ميارة يستقبل رئيس الجمعية البرلمانية لأوروبا    أسماء المدير تُشارك في تقييم أفلام فئة "نظرة ما" بمهرجان كان    سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية    الجيش الملكي يرد على شكاية الرجاء: محاولة للتشويش وإخفاء إخفاقاته التسييرية    وزارة الفلاحة: عدد رؤوس المواشي المعدة للذبح خلال عيد الأضحى المقبل يبلغ 3 ملايين رأس    مطار الصويرة موكادور: ارتفاع بنسبة 38 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    مشروبات تساعد في تقليل آلام المفاصل والعضلات    خمري ل"الأيام24″: الإستقلال مطالب بإيجاد صيغة جديدة للتنافس الديمقراطي بين تياراته    تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه "البيرييه" من الاسواق    أمن فاس يلقي القبض على قاتل تلميذة    بلينكن: التطبيع الإسرائيلي السعودي قرب يكتمل والرياض ربطاتو بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية    رسميا.. عادل رمزي مدربا جديدا للمنتخب الهولندي لأقل من 18 سنة    مجلس النواب يطلق الدورة الرابعة لجائزة الصحافة البرلمانية    برواية "قناع بلون السماء".. أسير فلسطيني يظفر بجائزة البوكر العربية 2024    عملية جراحية لبرقوق بعد تعرضه لاعتداء خطير قد ينهي مستقبله الكروي    المحكمة تدين صاحب أغنية "شر كبي أتاي" بالسجن لهذه المدة    الشرطة الفرنسية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لفلسطين بجامعة "السوربون"    غامبيا جددات دعمها الكامل للوحدة الترابية للمغرب وأكدات أهمية المبادرة الملكية الأطلسية    الملك يهنئ بركة على "ثقة الاستقلاليين"    تحرير ما معدله 12 ألف محضر بشأن الجرائم الغابوية سنويا    "التنسيق الميداني للتعليم" يؤجل احتجاجاته    هذا هو موعد مباراة المنتخب المغربي ونظيره الجزائري    الرئاسيات الأمريكية.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن    نيروبي.. وزيرة الاقتصاد والمالية تمثل جلالة الملك في قمة رؤساء دول إفريقيا للمؤسسة الدولية للتنمية    يوسف يتنحى من رئاسة حكومة اسكتلندا    الدورة السادسة من "ربيعيات أصيلة".. مشغل فني بديع لصقل المواهب والاحتكاك بألمع رواد الريشة الثقافة والإعلام        مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الفنان الجزائري عبد القادر السيكتور.. لهذا نحن "خاوة" والناظور تغير بشكل جذري    اتفاق بين الحكومة والنقابات.. زيادة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل والرفع من الحد الأدنى للأجور    المكتب الوطني للسياحة يضع كرة القدم في قلب إستراتيجيته الترويجية لوجهة المغرب    المغرب التطواني يتعادل مع ضيفه يوسفية برشيد    رسمياً.. رئيس الحكومة الإسبانية يعلن عن قراره بعد توجيه اتهامات بالفساد لزوجته    فيلم أنوال…عمل سينمائي كبير نحو مصير مجهول !    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    وزارة الفلاحة…الدورة ال 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تكللت بنجاح كبير    أسعار الذهب تتراجع اليوم الإثنين        إليسا متهمة ب"الافتراء والكذب"    غزة تسجل سقوط 34 قتيلا في يوم واحد    رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائي البطولة العربية على حساب تونس    حكواتيون من جامع الفنا يروون التاريخ المشترك بين المغرب وبريطانيا    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    الأمثال العامية بتطوان... (583)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشرع بلقصيري ، مملكة القصة.... في ملتقاها السابع
تحتفي بالأستاذ عبد الجبار السحيمي ، قاصا وصحافيا وإنسانا
نشر في طنجة الأدبية يوم 17 - 05 - 2010

حينما تطأ أقدامك مدينة مشرع بلقصيري ، فأنت حتما في مملكة القصة والسرد ، والحكي الأصيل و المتجدد ، كل عابر فيها ، كل ساكنيها يصبحون كائنات قصصية ، لذلك لا تفارقك ابتسامة القصة فيها ، تحكم عليك قبضة دهشتها و قفلاتها ، أو تطوح بك مفارقاتها في عوالمها السحرية . مدينة بلقصيري مملكة قصصية صغيرة ، تشرع أبوابها في وجه كل المهووسين (ات) بعشق القصة وكتابتها ، تهتدي بنور نجم أحمر، يوفر لها أمنا قصصيا كل سنة ، لمدة ثلاثة أيام متتالية (هذا العام من07 إلى09 ماي 2010م) ، يحرسها من الشرق نهر سبو العظيم ، المنبطح على جانبها في عظمة أبي الهول ، يحن عليها حينا أو يغرقها في طوفانه أحيانا أخرى ، فيمن على البعض ويأخذ للآخرين أو العكس. لم يغريها يوما سحر الشعر و رومانسيته أو عنفوان القصيدة وفتنتها ، ظلت وفية للقصة وكتابها وكاتباتها الذين يفدون إليها من كل فج عميق.
في اليوم الأول ، وأثناء الاستماع للقراءات ، كنت أهيم بخيالي أو تزيغ عيني ، فأرى الشيخ أحمد بوزفور منحني الرأس في تواضع الزاهدين ، منتشيا في صمت كفارس قديم ، خرج لتوه منتصرا من فتح قلعة حصينة ، يستمع ويستمتع بلذة لكل حرف قصصي .
هكذا تصبح مدينة مشرع بلقصيري في كل موسم قصصي ، مملكة للقصة و كعبة الحجاج إلى كينونتها وعوالمها الفريدة ، تبادل القصاصين والقصاصات عشقا صوفيا ، تعشقهم ويعشقونها ، كما لو أنهم خلقوا للعشق فقط ، وترقى بالقصة إلى عرش السماء. وعلى تقاسيم عود (غرناطي) للعازف الفنان عبد الحي لطف الله ، القادم من سحر الشرق المغربي (وجدة) ، بدأت مراسيم الاحتفال بالقصة وعريس دورتها عبد الجبار السحيمي ، فقدمت الهدايا من كل الجهات المحبة لقلمه الصادق ، تسلمها نيابة عنه الصحفي الأستاذ عبد الله البقالي .
السحيمي لم يكتب يوما خلاف ما جال في صدره أو آمن به ، أدى الرسالة الموكولة إليه اتجاه وطنه وإخوته في المواطنة والإنسانية بكل ما تقتضيه الأمانة من صدق ووفاء ، وفرض علينا كقصاصين وإعلاميين أن نعيد النظر في مناهج كتابة المواضيع الإعلامية ، وفق طريقة علمية حديثة ، وأن لا نركن إلى السائد ، الذي يجمع الكل على أنه لا يرقى إلى ما كان عليه إعلامنا في عصره الذهبي.
بعدها جاء دور القراءات ، فأهداه الأستاذ أحمد بوزفور، ( الذي أرسل أول قصة لجريدة (العلم) سنة 1971م ونشرها له عبد الجبار السحيمي) ، قصة " الوحشة " التي أبان فيها سي أحمد بوزفور عن تركيبة قصصية استثنائية ومدهشة ، ليتوالى بعده على منصة القراءة كل من القصاصين : محمد صوف - عبد الحميد الغرباوي - الزهرة رميج.
شهادات... بلا حدود :
عبد الجبار السحيمي .....الإنسان والأديب والصحافي
ملتقى هذه السنة في بلقصيري كان استثنائيا وجميلا ، جمعية النجم الأحمر تحتفي بالأديب والصحفي والإنسان عبد الجبار السحيمي (شفاه الله) مدير جريدة العلم ، الناطقة بلسان حزب الاستقلال. لا لأنه مدير جريدة ، أو كونه مشهورا ، ولكن لأنه كان استثنائيا في كل شيء ، وحده من ألغى حدود القبيلة الحزبية ، وعطل جمارك الإبداع أمام المبدعين بكل مشاربهم السياسية ، من أحمد بوزفور شيخ القصة المغربية وعمدتها ، إلى عبد الحميد الغرباوي أحد روادها ، وصولا إلى القاصة المتألقة ليلى الشافعي. السحيمي اجتمع فيه (الكاتب الجيد والمفكر الجيد وكاتب الكتاب الجيد) / من كلام للعالم المصري أحمد زويل في فضائية عربية) ، لم يعادي أحدا حتى وإن اختلف معه في الرأي ، احتضن أقلام اليساريين واليساريين الراديكاليين ، في وقت تنكرت لهم أحيانا حتى جرائد أحزابهم . لذلك لم يعد مسموحا لنا أن نتساءل : لماذا نجح ؟. لأنه بكل بساطة ، ساعد الجميع في أن ينجح. لحظات التكريم ستكون فعلا جد مؤثرة ابتداء من الساعة الخامسة مساء وإلى ما بعد منتصف الليل بقليل ، بعد عرض شريط وثاقي حول مسار الرجل الإعلامي والأدبي ، الذي لم يغفل الجانب السياسي والإنساني فيه ، جاءت البداية مع ليلى الشافعي ، التي كانت لأياديه البيضاء فضل كبير عليها ، في مسيرتها الصحفية والأدبية ، وفي لحظة ضعف / حب إنساني جارف ، أصبح الموقف أكبر منها ، فأوقفت الدموع مداخلتها ، لذلك انسحبت معتذرة للحضور الكثيف في قاعة دار الشباب ، كي تتفرغ لتسيير الجلسة بعينين مغرورقتين بالدموع.
الدكتور قاسم مرغاطا ركز على السارد العضوي في المجموعة القصصية (سيدة المرايا) لعبد الجبار السحيمي من خلال المستويين الجمالي والتقني ، ضمن سياق سردي لأبطال مهزومين يبحثون عن الحب والسعادة ، دون كلل أو ملل في معمعة حياة مادية جد بشعة.
أما نجيب العوفي الناقد والأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط ، فأفرد مداخلته ليتحدث بعمق عن اسم كبير ، يختزل مرحلة من مراحل المغرب الحديث بكاملها ، (إنسان اجتمع فيه الثقافي بالسياسي ، أديب وصحافي مهموم بأسئلة الوطن ، انشغل بهموم الناس والمجتمع بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة من خلال بوابة صحفية اسمها (العلم) ، صحافي (كما يقول) لم يتخرج من معهد أو مدرسة إعلامية ، لكن من عالمه الخاص. جاء من القصة القصيرة إلى الصحافة ، وكان همه الوحيد أن يبدع فيهما معا). يعد عبد الجبار السحيمي من الرعيل الثاني لمؤسسة القصة المغربية ، فهو من الرعيل الأول الذي خلصها من آثار الولادة الأولى ، وكانت (الممكن من المستحيل) ، من أجمل المجاميع الصادرة في أواخر الستينات من القرن الماضي ، وأكثرها نضجا ونزوعا إلى التجديد ، وهي رصد ذكي للحيف الاجتماعي الذي نذر السحيمي نفسه لمحاربته ، وهو أيضا ( نموذج للمثقف العضوي الملتزم بقضايا المجتمع ، (نريد الخبز يا مولاي) أشهر صيحاته ، و مقولة مع غيرها من المقولات التي جرت عليه زوابع وغبارا كثيفا ، ورمت به في الزنزانة على فترات متباعدة. لم تبعده السياسة (حتى وإن اختلفنا معه في الكثير من المواقف) عن هموم الوطن والإنسان ) يضيف الأستاذ نجيب العوفي . لا يمكننا إلا أن نبقى أسرى لكلماته ومواقفه ، وهو في البداية والنهاية ( رجل أحرج ثوابت حزب الاستقلال المحافظ) في مرحلة ما من تاريخ المغرب الحديث.
الأستاذ عبد الله البقالي الصحفي بجريدة (العلم) ورئيس التحرير فيها ، تحدث عنه بحكم القرابة الإنسانية والمهنية التي تجمعه به في الحياة والعمل معا ، معتبرا أن هذا الاحتفاء هو احتفاء بالمغرب العميق بصيغة الجمع في جوهره ، حتى وإن بدا شكليا وظاهريا بصيغته الفردية ، وهو تكريم كذلك لجريدة (العلم) و للصحافة الملتزمة ، معتبرا ( أنه يصعب على الوضع الصحافي الحالي إنتاج مثل عبد الجبار السحيمي) الذي عرف طريقه جيدا وسط الزحام ، للحفاظ على مسافة تسمح له بممارسة الحياد بين السياسي الساكن فيه والأديب والإنسان الذي يعيشه ، هو الوحيد حسب الأستاذ عبد الله البقالي دائما (الذي تفوق في الإبداع مع الحفاظ على الثوابت ، دافع عن المعتقلين السياسيين بالنص وأيضا بالدعم الأخلاقي والمادي ، كما أن له قدرة كبيرة على الإبداع في العناوين الصحافية ، وهو إضافة إلى ذلك ، يعتبر من أحسن كتاب العمود الصحفي الذين عرفهم المغرب ، من خلال عموده الشهير في جريدة العلم (التي التحق بها سنة 1988م) (بخط اليد) في إشارة إلى شجاعة نادرة ، ومسؤولية كاملة عما يقوله فيه.
الدكتور محمد أمنصور، الأستاذ بجامعة المولى إسماعيل بمكناس ، تحدث عن ( الرعب والتقتيل ) في ( سيدة المرايا) ، لأنه كان يظهر فيها كطفل مرعوب ، سواء في أبوته أو في ممارسته للصحافة ، التي لم تكن يومها مهمة سهلة كما تبدو عليه اليوم لأسباب مختلفة ، لذلك يقول الناقد والأديب د. محمد أمنصور(أكلت منه الصحافة تجربته الإبداعية ، كان بوذيا باطنيا وعاشقا للحياة في مؤسسة محافظة ، عرف كيف يحافظ على التوازن بين الخاص والعام ، امتلك رؤية عاشقة للحياة ، وهي رؤية أصبحت تتراجع أمام قوى الظلام في مغرب اليوم ، انتصر لقيم الحداثة ، وعرف جيدا كيف ينقل إلينا رعب المرحلة : الجنون - المراقبة - الاستنطاق) في زمن أفقير.
محمد حاضي من جهته كفاعل جمعوي ، اعتبر أن عموده الشهير (بخط اليد) هو صدح بحرية الرأي ، وتعبير عن استقلالية مبدع كبير وعميق. أما محمد محبوب فركز على الجانب الإبداعي في عبد الجبار السحيمي ، كرمز من رموز الإبداع في المغرب ، على الواجهتين الإعلامية والقصصية ، معتبرا أنه كان ( يتميز بإحساس رهيف ، وقدرة على ترسيخ نمط إبداعي جديد في الصحافة بكل أبعادها الثقافية ، له قدرة عل صياغة المتخيل ، وارتياد مساحة التساؤل) ، امتزج فيه السؤال السياسي بالثقافي بالأدبي ، رغم صعوبة المرحلة التي مر منها المغرب ، ذات سبعينيات من القرن الماضي.
القصة ......والصحافة :
في اليوم الثاني وابتداء من الساعة العاشرة والربع صباحا ، كان للحضور موعد مع ندوة حول علاقة الصحافة بالقصة ، وهي (كما بدت من خلال المداخلات) ، علاقة فضفاضة وملتبسة ، لا تحكمها حدود أو جغرافية. الندوة كانت من تأثيث الأساتذة والدكاترة حسن شكر- الحبيب الدايم ربي - أحمد لطف الله - عبد الحميد الغرباوي ورئاسة القاص والمبدع الأستاذ محمد الشايب ، تطرقت إلى عنصر الالتقاء والاختلاف بين الصحافة والقصة ، فالصحافي وجد في القصة ملاذا له لسرد وقائعه اليومية ، كما أن الصحافة قامت في الأساس على أكتاف الأدباء ، سواء في الشرق أو في المغرب ، قبل أن تفترق السبل فيما بينهم ، رغم أن بعض الصحافيين زاوج بين الاثنين دون أن يغلب كفة على أخرى . الندوة في مجملها ركزت على مظاهر التلازم بين الصحافة والقصة ، التقاطعات والاختلافات ، لكن في الأخير أجمع المشاركون في الندوة على أن العصر الذهبي للصحافة لم يكن يوما وليد معاهد أو مدارس إعلامية ، بقدر ما كان مع الرواد الأوائل من الأدباء ، كالأستاذ عبد الجبار السحيمي المحتفى مثلا به في المغرب ، كاتب (الفاركونيت) وهي من أجمل القصص التي كتبت في السبعينات ، نجيب محفوظ في جريدة (الأهرام) ، محمد حسنين هيكل وغيرهم .
وبدءا من الساعة السادسة مساء ، تتابعت القراءات القصصية على مرحلتين:
المرحلة الأولى ، قرأ فيها كل من القصاصين والقصاصات : عبد الحميد الغرباوي - مصطفى الكليتي - السعدية صوصيني - عبد الله المتقي - جبران الكراوي - إبراهيم ديب - لحسن آيت ياسين - سعيد الشقيري - مليكة صراري - إسماعيل البويحاوي - إبراهيم أبويه - عبد الغني صراض - محمد صباري.
بعد استراحة شاي ، تتابعت القراءات القصصية لكل من :
إبراهيم حجري - عبد الحميد شكيب - عبد الواحد كفيح - محمد الحافظي - أحمد شكر - محمد آيت حنا - محمد الغويبي - إدريس خالي - محمد صولة - السعدية باحدة - محمد أكراض الورايني - إدريس الواغيش - مصطفى المودن - محمد بقاش.
وفي ختام اليوم الثاني ، أعلن سي أحمد بوزفور ممثلا عن لجنة القراءة المتكونة من الأساتذة : أحمد بوزفور - الأمين الخمليشي - نجيب العوفي وعبد المجيد الدبدوبي ، عن أسماء القصص الفائزة بجائزة أحمد بوزفور للقصة هذه السنة ، والتي شارك بها عدد من القصاصين من المغرب والعالم العربي ، وهي :
- القصة الأولى : رجل يغادر شقته ... للقاص عبد السميع بناصر / المغرب
- القصة الثانية : ذاك الرجل... للقاص هبة الله محمد حسن السيد / مصر
- القصة الثالثة : جموح الخيال...للقاص منصف بن دحمان / المغرب
معلنا أن الملتقى المقبل سيحتفي باسم قصصي ترك جرحا عميقا في ذاكرة القصة المغربية ، ويتعلق الأمر بالمرحومة القاصة والأديبة مليكة مستظرف .
في اليوم الثالث ، وابتداء من العاشرة والربع صباحا ، كان للبراعم الصغار من مختلف المؤسسات التعليمية في المدينة على اختلاف مستوياتها ، موعد مع محاولاتهم الأولى للتماس مع حدود القصة القصيرة ، في ورشات قصصية أطرها كل من الأساتذة : عبد الغني الصراض- أحمد شكر - محمد الصباري - إدريس الواغيش - إبراهيم ديب - محمد بقاش- محمد الغويني - إدريس خالي - محمد صولة - جبران الكراوي - حسن يغلان - السعدية باحدة - لحسن آيت ياسين - لحسن المسافي - محمد الحفيظي - محمد أكراد الورايني- محمد آيت حنا - إسماعيل البويحياوي.
وبالموازاة مع الملتقى نظمت دار التنوخي للطباعة و النشر والتوزيع معرضا للكتاب ، مع معرض آخر للفن التشكيلي للمبدع الطفل سعد الحاضي.
بناصا (banasa) مدينة أثرية لا تعرفها... إلا وزارة الثقافة :
على هامش ملتقى مشرع بلقصيري الوطني السابع للقصة القصيرة ، كانت لنا زيارة إلى مدينة (بناصا) الأثرية التي لا يعرف المغاربة عنها شيئا ، رغم جمالية ما تبقى منها وأهميته التاريخية ، وهي مدينة أثرية من مخلفات الرومان بالمغرب ، تقع على بعد 17 كلم من مدينة مشرع بلقصيري ، يقترب حجم مساحتها من حجم مدينة وليلي تقريبا. تتوسط سهل الغرب (قرب وادي سبو)، وتتربع على الهضبة الوحيدة فيه ، و هو الدافع الذي جعل الرومان يستقرون بها ، لأنه لم يكن في إمكانهم ضمان أمن وادي سبو وفيضاناته ، ولا المستنقعات المتواجدة بكثرة يومها بالمنطقة. كما لم يكن في إمكان مرافقنا بالموقع الأثري (الحارس) الإجابة على كل أسئلتنا ، وكان يكتفي (معذورا) بأجوبة عامة حول كيفية وصول الأحجار الكبيرة التي تكون الأعمدة والأسوار والحمامات بالمدينة الأثرية ، في منطقة لا حجارة فيها ، فمرة يقول أتت عن طريق سبو من فاس ، وأخرى عن طريق البحر من المهدية . ولم يكن من مصدر للمعلومات إلا من مرافقنا في السيارة الأستاذ عبد العزيز الربعي الذي حدثنا بإسهاب عن مدينة مشرع بلقصيري التي انعزلت عن البحر نتيجة ترسبات وادي سبو ، وكيف قدم بنو هلال وبنو سليم من شبه الجزيرة العربية بحثا عن الخصوبة ، حاملين معهم خصومة دائمة ، لم تفارقهم حتى وهم في المغرب بعيدا عن المشرق . هربوا من الدولة العباسية ، في إطار هجرات قبلية منتظمة إلى المغرب. ومشرع بلقصيري كما كان يروي لنا الأستاذ عبد العزيز الربعي ، هو مكان في نهر سبو يسهل العبور منه (الأقل خطرا على قاطع الوادي) لشخص يدعى (بلقصيري) ، كان يملك يومها(فلوكا بدائية من الخشب) يعبر بواسطتها أهل فاس القاصدين جهة (وزان) للزيارات الدينية بالمقابل ، حدث هذا قبل أن يبني المستعمر الفرنسي (والرواية للمرافق) أول قنطرة في مدخل مدينة بلقصيري على نهر سبو سنة 1920م .
بقي أن أشير إلى أن وزارة الثقافة تتحمل مسؤولية أخلاقية في التعريف بالموقع الأثري بناصا banasa)) وطنيا وعالميا ، على غرار ما تفعله مع موقع مدينة وليلي الأثري ، وتتحمل مسؤولية أخرى مع غيرها من الجهات في تقديم الدعم المادي والمعنوي لملتقى بلقصيري الوطني للقصة ، الذي يعتبر بشهادة الجميع من أهم المحطات الثقافية في المغرب ، ويكفي أن يحتضنه نقاد وقصاصون وقصاصات مشهود لهم بالكفاءة في كتابة القصة على المستويين الوطني والعربي ، من أمثال أحمد بوزفور- عبد الحميد الغرباوي - عبد الله المتقي - ملكية نجيب - ربيعة ريحان - الناقد نجيب العوفي – الناقد حميد الحميداني ، مليكة صراري ، جميل حمداوي واللائحة تطول. لا يسعني أخيرا إلا أن أشكر الأستاذ بنعيسى الشايب رئيس جمعية النجم الأحمر ومن معه من جنود ، يتحركون في صمت وخفاء ، قابضين على الجمر الحارق بأصابع عارية ، من أجل إنجاح هذا العرس القصصي الوطني ، الذي يعد بحق مفخرة للمغرب والعرب على السواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.