* العلم: فاس – المراسل وضعية إنسانية مؤلمة ومدمرة أدت ببعضهم إلى بيع أثاثه المتواضع والهش أصلا. أو إلى توقيف أو تغيير مجرى دراسة أبنائه، وهناك من غادر بيت الكراء لما يلاحقه من تهديد مضطرا إلى توزيع أبنائه على أفراد العائلة في نزوح أشبه بالتشرد… ومنهم من ينتظر أحكاما لعدم أداء أقساط القروض التي يتحملها.. إنها نماذج فقط من المعاناة القاسية التي يئن تحت وطأتها مستخدمو ومستخدمات شركة سعودي أوجيه (Saoudi OGER) المكلفة بصيانة القصور السعودية بكل من فاس وطنجة والذين فوجئوا بحرمانهم من أجورهم الشهرية لمدة تزيد عن خمسة أشهر رغم كل المحاولات الهادئة والطيبة التي قام بها المكتب النقابي اتجاه الإدارة المركزية لهذه الشركة بمدينة الدارالبيضاء، مستحضرا في طلباته وملتمساته العلاقة الأخوية العميقة والمتجذرة بين المملكتين المغربية والسعودية فإنه للأسف الشديد لم تتم الاستجابة خصوصا وأن الأمر يتعلق فقط بأجور المستخدمين البالغ عددهم حوالي 150 بكل من فاس وطنجة. هذه الأجور تعتبر مصدرهم الوحيد والأوحد لإعالة العائلات والتي لا تتجاوز عموما الحد الأدنى للأجور. والغريب أن هذه الشركة التي يتولى منصب الرئيس المدير العام لها (السيد سعد الحريري) رئيس الحكومة اللبنانية حاليا. فوجئ الجميع بمغادرة ممثلها بالمغرب اللبناني الجنسية أرض الوطن تاركا الحبل على الغارب غير مبال بمصير العائلات المرتبطة بهم بعقود تعود لأكثر من 35 سنة. كما واصل المكتب النقابي مساعيه بكل ما يتطلبه الأمر من أدب وأخلاق وأسلوب ديبلوماسي، لأن الأمر يتعلق بدولة شقيقة عزيزة ومقدرة، ورغم ذلك لم يفلح الأمر سواء على مستوى مندوبية الشغل وعمالة مولاي يعقوب ووزارة التشغيل أو على مستوى ديوان المظالم (الوسيط) لتنتهي مختلف الاجتماعات مع هذه الأطراف بمحاضر ونتائج مخيبة للآمال. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المستخدمين والمستخدمات يواصلون عملهم اليومي داخل هذه القصور، بل تحولوا إلى حراس لها في وجه كل من يحاول التربص بها والإلتفاف حولها أو نهب مقتنياتها، غيرة ومحبة منهم لروح المسؤولية التي يتحملونها اتجاه هذه القصور. واليوم وقد نفذ صبر هؤلاء المستخدمين المظلومين والذين حكينا في مستهل هذه المراسلة نماذج من معاناتهم الأليمة، والتي حكاها بعضهم والدموع تفيض من عينيه وهموم الأطفال والزمان أنهكهم.. فهل من مغيث لهذه العائلات التي أصبحت مشردة في استرجاع أجورها الموقوفة، وقبل ذلك وبعده لاسترجاع كرامتهم كمواطنين مغاربة، خصوصا وأن مشاكلهم مرتبطة بدولتين شقيقتين، أليس لمثل هذه المعاناة يجب أن تتحرك وزاراتا الداخلية والخارجية وغيرهما من القطاعات المختصة؟ فهل من مغيث؟ بعد حرمانهم من أجورهم لأزيد من خمسة أشهر: مستخدمو الشركة المكلفة بصيانة القصور السعودية بفاس وطنجة يموتون جوعا ومهددون بالسجن