ع. أبوفيصل اختتم يوم الأحد الماضي طواف المغرب لسباق الدراجات في دورته الثانية والعشرين ، والذي عرف هذه السنة مشاركة 13 فريقا ومنتخبا من إفريقيا وأوربا ، بالإضافة إلى ثلاثة منتخبات وطنية ، أشرف على تأطيرها كل من أحمد الرحايلي وإبراهيم بن بويلة ومصطفى أفندي ، حيث وصل عدد المتسابقين الذين كانوا في خط الإنطلاقة يوم 10 أبريل الماضي من مدينة الجديدة 94 متسابقا ، خاضوا عشر مراحل كانت آخرها بين الرباط والدار البيضاء قطع خلالها المتسابقون ال 71 الذين أكملوا الطواف 1400 كلم ... ويمكن القول ان الطواف حقق بعضا من الأهداف التي رسمتها الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات ، أولا بالتغلب على الظروف التي أحاطت بالتنظيم الذي كان قريبا من التأجيل والإلغاء ، لكن تدخل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية في آخر المطاف لحل معضلة قلة ما بيد الجامعة برصد ميزانية قوامها 250 مليون سنتيم، خصصت منها نسبة 20 بالمائة للجوائز، و80 بالمائة للمصاريف الأخرى ، جعل الجامعة تركب التحدي ، تحدي الإبقاء على طواف المغرب حاضرا في ذاكرة المغاربة ، وثانيا بالتأكيد على أن هناك فعلا نيات صادقة للدفع برياضة الدراجات إلى ما يبتغيه لها عشاقها الكثر المنتشرون عبر ربوع بلادنا ، وثالثا فتح المجال أمام منتخباتنا للكبار والأمل والمستقبل للظهور أمام الجماهير الرياضية المغربية ، واظهار ما تختزنه من إمكانات بدنية وتقنية وبشرية لا ينقصها سوى الإعتناء بها ومدها بالأدوات اللازمة لأية ممارسة رياضية كفيلة لهؤلاء بابراز مؤهلاتهم التي لا تقل عما يملكه كل الدراجين الأجانب الذين نافسوهم في طواف هذه السنة. طواف المغرب 22 لسباق الدراجات نجح تنظيما ، وحضورا من لدن الفرق والمنتخبات الوطنية ، ومن لدن الجماهير التي خرجت لاستقبال وتحية الأبطال المشاركين فيه ، ونجح في إعطاء صورة مشرقة عن المغرب وعن الأوراش العديدة المفتوحة في كل المدن التي مرت منها قافلة الطواف ، وعن المجهودات المبذولة في كل مدشر وقرية ومدينة من أجل رفعة هذا الوطن. وقد قال رئيس الإتحاد الدولي السيد بات مكايد في هذ الاتجاة : "تبين لي مدى التنظيم الجيد، فضلا عن المشاركة المتميزة لعدة فرق قوية، الأمر الذي يؤكد المكانة التي يحتلها طواف المغرب لدى الإتحاد الدولي، كما أنه يعد فرصة مهمة لتطوير رياضة الدراجة على الصعيد المغربي و الإفريقي والعالمي... مضيفا أن المغاربة عندما طلبوا رفع عدد مراحل الطواف ، فإنهم يعرفون لماذا طلبوا ذلك ، لكن هذا الأمر يتطلب حسم الجهاز التنفيذي للاتحاد الدولي، وهو الآن موضوع نقاش داخل هيئاته..." كما أن جل المدربين ومرافقي الفرق والمنتخبات الأجنبية الذين استجوبناهم أكدوا أن طواف المغرب لهذه السنة كان في المستوى المطلوب ، وأن المنافسة كانت على أشدها خصوصا في مراحلها الأولى ، التي كان لها دور كبير في حسم النتائج النهائية ، مشيدين بالجوانب التنظيمية والأمنية التي ميزت مختلف المراحل ، ومؤكدين استعدادهم للمشاركة في طواف السنة المقبلة ... ومع ذلك ، مع كل ما قاله هؤلاء فإن هناك أشياء لابد من النبش فيها لتفادي الوقوع فيها مستقبلا ... سنعود اليها في ورقة أخرى بحول الله.