قالت مصادر عليمة إن صحافيي القناة الأمازيغية الذين حضروا تصوير سهرة يوم الثلاثاء 2011/2/15 بالدار البيضاء، لتقديمها يوم عيد ميلاد القناة الأمازيغية وذلك بمناسبة مرور سنة على انطلاقها، وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسد عليه، وقد استاءوا لحضورهم في هذه الأمسية التي كررت الثامنة بثها يوم السبت الماضي، موضحة أنهم أحسوا بالاستهتار والازدراء وعدم إعطاء أي اعتبار لوجودهم، ولم يتم الاعتناء بهم. وأكدت المصادر ذاتها أن المشرفين على تنظيم السهرة لم يعيروا أي اهتمام لهؤلاء الصحفيين مما أشعرهم بالإقصاء والتهميش، وجعلهم يعتقدون أن الشركة المنتجة تريد تصفية حسابات لا يعرفون أصلها. فعلا لاحظنا ليلة السبت الماضي، أنه في الوقت الذي يمكن فيه اعتبار هذه السهرة وقفة تأمل قد تكون أقرب إلى تقييم سنة من الأداء، اكتفت بالمرور مر الكرام على البرامج، وكان بالإمكان في هذه المناسبة استضافة خبراء وأساتذة وباحثين لتناول مضامين البرامج والوقوف عند طرق الاشتغال والاكراهات التي تواجه القناة وإعطاء البدائل لتقويم الاعوجاجات إن كانت هناك. وذكرت المصادر ذاتها أنه عوض الاحتفاء بالصحفيين باعتبارهم العمود الفقري لقناة تمازيغت، ولأنهم هم من تحملوا مسؤولية العمل بكل ما لديهم من إمكانيات لانطلاق القناة، لجأ منظمو السهرة إلى تهميش وإقصاء ليس جميعهم، بل البعض منهم، خاصة أولئك الذين يسمون بجنود الخفاء، مع العلم أن الجميع يعرف ماذا أسدى هؤلاء، صحفيين وتقنيين، لهذه القناة لمدة سنة كاملة، والجميع كذلك يعرف الاكراهات التي واجهتهم في بداية هذا المشروع. وأفادت أن حضورهم كان بهدف ملء الكراسي الفارغة في البلاطو. وقد فهموا كذلك أن الشركة تريد إنتاج السهرة من غير صرف ولا مليم واحد. وهنا لا أدخل في تفاصيل ما تكلف مثل هذه السهرات بالقناة الأمازيغية على المستوى المادي، لأن ذلك سيثير حفيظة بعض الأطراف، ولكن المثير جدا هو أنه حتى الصحفيين الذين انطلت عليهم حيلة الشركة، وحضروا السهرة، لم يدركوا أنهم أولى بالتنشيط والتسيير، لأن استضافتهم في البلاطو لها معنى واحد، هو أنهم ضيوف عند أنفسهم، وكان بالأحرى التسجيل معهم في مقرات عملهم وليس بالدار البيضاء، وإعطاؤهم الكلمة للتفصيل في كيفيات اشتغالهم وإعدادهم لبرامجهم والحديث عن الصعوبات التي صادفوها في هذا الصدد. وبالنسبة للإعلاميين في «تابادوت تامازيغت» الذين تقدموا بكلمات في هذه السهرة ولو أنهم فعلوا ذلك بحسن نية ولكن بالنسبة للشركة ففي الأمر شيء من حتى، بحيث كانت كلماتهم، حسب استراتيجية السهرة، تدخل فيما يطلق عليه ب «التزيد» وبلغة الإعلاميين ال «bidonnage» وفعلا الشركة استطاعت أن تستدرجهم إلى اللعبة. وقالت أيضا المصادر ذاتها إن بعض صحافيي القناة الأمازيغية أدركوا أن هذا التعامل معهم كان مقصودا، بحيث لم يقدم لهم لا ماء ولا شيء وقد ظهر ذلك للعيان على الشاشة يوم السبت الماضي، وحتى «الحلوى» المعتاد تقديمها للضيوف، لم نر لها أثرا فوق الطاولات. وما زاد في الطين بلة هو أن السهرة حسب المصادر ذاتها لم ترق إلى المستوى المطلوب ولم تكن في المستوى الذي يمكن من خلاله اعتبارها سهرة لتخليد سنة من البث. وذكرت أن التصوير استغرق وقتا طويلا، من الثامنة مساء إلى حدود الرابعة صباحا، وتم ذلك في ظروف غير مواتية وفي درجة حرارة عالية، وقد تدخل الصحافيون عند المسؤولين في القناة، وكذا عند المسؤولين في الشركة المنتجة، لكن دون جدوى، فلم تتم الاستجابة لطلباتهم خاصة مسألة إحضار الماء. واعتبروا أن في الأمر شيئا غامضا وأن هناك شيئا في نفس يعقوب. وسبق لمصادر متطابقة أن أكدت أن ما يميز القناة الثامنة هو أن إنتاجها الداخلي يفوق 70% أي ما يزيد عن أربع ساعات من البث، والمتبقي وهو ساعتان، يخصص للبرامج التي تشرف عليها شركات إنتاج، وذكرت المصادر ذاتها أن برامج الشركات تكون قليلة الجودة، وقالوا إن هذا من بين الأسباب التي جعلت نسبة المشاهد لا تتعدى 2 بالمائة حسب إحصائيات «ماروك ميتري» الأخيرة. وإن كانت برامج الإنتاج الداخلي تتميز بنسبة جودة لا بأس بها، فإنه يذكر أنه سبق لإدارة القناة الأمازيغية أن رفضت برامج لشركات بمبرر أنها رديئة، ولا ترقى إلى مستوى البث، إضافة إلى ذلك فقد يعاد تنقيح العديد من برامج هذه الشركات على حساب الإنتاج الداخلي.