اهطلْ يامطري سبعةَ أيامٍ بلياليها واجرفْ أحزانَ البؤسِ وأوحالَ الفاقة كي يتنفس هذا الشارع مِلْء الرئتينِ طراوةَ إصباحٍ لم تتنسمهُ رئاتُ الكهفْ لم يألف أنوارَه أهلُه وُلدوا حيث يموتون غدا بعيون بلهاء حسيرة صُبَّ أياما بلياليها كي يتذكر مجراه النهر ويَضمَّ إليه روافدَهُ يصفو حتى تلمع أحجارُ تواريخهُ فنراها بلا غَبَش القلم الخائفْ. اهطل حتى يطفو أجمل ما في عمق الإنسانِ على الضفتين: أحلامُ طلائعهِ ونفائسُ ماضيهِ. اهطلْ حتى تبْتلَّ خلايا دمي وأرى في أعين كل الناسِ منابعَ صافيةً ومرايا مقدسةً تتنبأ بالزمن الغائبْ وترى زيف الدَّعِيِّ الكاذبْ. اهطلْ حتى يغمرَ فيضُكَ صدري ويعانقني شلالٌ طفلْ ويلاعبني بين حقولٍ ومحباتٍ خضراءْ طالما انتظرتْها أناشيدُ الشعراء . اهطلْ فأنا ما زلت على أملي تحت سماء اللهِ مكشوفَ الجلدِ كأوراق الشجرِ أنتظرُ بلا مَللٍ لأحِسَّ بأولى قطْراتك تحمل بشرى بزمان ما يوشك أن ينطق باللغة الأخرى لغة تُهدي كلماتِ العطر بلا مِنَنِ ورحيقَ الزهر بلا ثمنِ مثلما يتحاور سربُ النحلِ وبستانُ الزهر . أبريل 2011