أخرج الوزير الشهير حجرة جديدة من الأحجار التي يخفيها في ملابسه ووجهها هذه المرة صوب أرباب المطاحن الذي وعد في خروج إعلامي مثير له بسحقهم، قاذفا إياهم أو على الأقل بعضا منهم بالغش في سحق الدقيق المدعم. بيد أن بلاغا صادرا عن نفس الوزارة التي يدير شؤونها الوزير المثير للجدل وعممته وكالة المغرب العربي للأنباء يقول إن فريقا متخصصا من هذه الوزارة سيقوم بزيارات ميدانية للمطاحن الصناعية المخول لها إنتاج الدقيق الوطني للقمح اللين والتي يبلغ عددها 137 مطحنة، ويضيف البلاغ إن هذه العملية تندرج في إطار تقييم توزيع الحصيص من الدقيق الوطني المدعم بالنسبة للأسدس الأول من السنة الجارية استعدادا لعملية توزيع هذا الحصيص على الأقاليم والعمالات والمطاحن الصناعية للفترة الممتدة من فاتح يوليوز إلى 31 دجنبر 2014، ويتعلق الأمر بعملية عادية روتينية اعتادت الوزارة القيام بها. ومع ذلك يحق لنا أن نلاحظ الفرق بين لغة البلاغ الوزاري الذي صاغه خبراء في الوزارة، وهو بلاغ مهني، وبين تصريح وزير مناقض تماما يطلق فيه الرجل العنان لعبارات التهديد والوعيد كعادته. دعنا من التباين بين البلاغ ووزير الجهة الصادرة عنه، ولنتحدث عن هذه المنهجية التي يعتمدها هذا الوزير المختل فيما يتعلق بمنهجية التدبير، فلقد سمعناه عشرات المرات يهدد ويتوعد، ولنتذكر مثلا أنه هدد شركات توزيع البنزين والفيول، ولنتذكر أنه توعد أرباب المخابز، وقبل ذلك نستحضر وعيده لمهنيي التعليم الخاص وغير ذلك كثير، بما يحفل به أداء الرجل، لكن ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، لاتزال الأوضاع على حالها، ليتضح اليوم أن الرجل يعتمد منهجية الهجوم قصد التخويف والترهيب، أما الجوهر فإن النتيجة تؤكد أن الوفا مطبع ذكي مع الفساد والمفسدين، يمارس الابتزاز ثم يترك الحبل على الغارب.