سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زادها التقرير الأوروبي وتقلص الدعم الجزائري خطورة // مخيمات اللاجئين بتندوف أمام مجاعة حقيقية.. مسؤول انفصالي يقول: الدقيق نفد بالكامل والزيت والسكر لشهرين فقط وشرعنا في استهلاك المخزون الاضطراري
يعتبر قادة جبهة البوليساريو الانفصالية أن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي اختاروا توقيتا حساسا وخطيرا لإعادة التذكير بما تضمنه تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش فيما يتعلق بتحويل وجهة المساعدات الدولية المخصصة لسكان مخيمات تندوف ونقلها للمتاجرة بها في السوق السوداء في كل من موريتانيا ومالي والجزائر، بل وصل الأمر بأحد المسؤولين القياديين في الجبهة الانفصالية حد اتهام المخابرات المغربية بأنها كانت وراء إثارة هذه الضجة، بيد أن مسؤولة سياسية في الاتحاد الأوروبي هي التي أثارت هذه القضية الخطيرة. التوقيت الذي وصفته أوساط الجبهة بالحساس والخطير يجد تبريره وتفسيره فيما صرح به يوم الثلاثاء الماضي رئيس ما يسمى بالهلال الأحمر الصحراوي حينما دق ناقوس الخطر بالقول بأنه »لم يبق من المخزونات سوى ما يكفي لمدة شهر من السكر والزيت، في حين نفد مخزون الدقيق نهائيا، وشرعنا في استهلاك المخزون الاضطراري لمدة ثلاثة أشهر على غرار الأرز والحبوب الجافة« . ويجمع المراقبون أنه لأول مرة يخرج مسؤول في هذه الجبهة للعلن للإدلاء بمثل هذه المعطيات التي ستكون لها تداعيات مباشرة من خلق الهلع وسط سكان المخيمات. حساسية التوقيت لا تقتصر على ما أورده المسؤول الانفصالي ، بل إنها على تماس مباشر مع معطى أكثر خطورة، إذ أنه برأي الملاحظين فإن الجزائر السخية مع الجبهة لم تكن لتسمح بأن يصل الأمر إلى هذا المستوى من الخطورة أيام الرخاء، أما الآن فإن الاقتصاد الجزائري يواجه أزمة حقيقية إثر الانخفاض المهول للأموال المحصلة من عائدات الصادرات من المحروقات بسبب تراجع أسعارها في السوق العالمية بنسبة وصلت الآن إلى أكثر من 50 بالمائة عما كانت عليه قبل ثمانية أشهر، وبالتالي فإن الاقتصاد الجزائري مهدد على المدى المنظور إذا ما استمرت نفس المعطيات أن يمد يده طالبا الإسعاف. إن هذه الحقائق تؤكد أن السلطات الجزائرية قلصت بنسبة عالية من دعمها المالي والمادي للجبهة الانفصالية، وحينما يعلن مسؤول في الجبهة عن نفاد المخزون فهو يستجدي الدول المانحة من أجل عدم تصديق ما تضمنه تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، ويعلن بداية مرحلة جد حرجة ستعصف بمخيمات تندوف إلى مجاعة حقيقية.