أدانت المحكمة العسكرية الجزائرية بوهران مساء أول أمس الخميس في جلسة مغلقة الجنرال المتقاعد عبد القادر آيت وعرابي، المدعو حسان بتهمة مخالفة التعليمات العسكرية وتخريب وثائق عسكرية وقضت في حقه بخمس سنوات سجنا نافذا وهي العقوبة القصوى المقررة في النظام العسكري الجزائري. ويعتبر الجنرال حسان من الشخصيات العسكرية النافذة المقربة من الجنرال توفيق الذي تم إعفاؤه من مهامه على رأس جهاز الاستعلامات العسكرية قبل فترة من طرف الرئيس بوتفليقة مما يمنح الانطباع بأن محاكمة حسان تندرج ضمن مخطط تصفية شبكة الجنرال المقال توفيق التي كانت تحكم السيطرة على مفاصل الدولة خاصة أن الجنرال المدان كان مسؤولا عسكريا عن مصلحة مكافحة الارهاب في جهاز الجنرال القوي محمد توفيق (مدين). على أن تسريبات من داخل جلسة المحاكمة المغلقة كشفت أن التضحية بجنرال فوي و نافذ في المؤسسة العسكرية الجزائرية يحوز أسرارا خطيرة تتعلق بمصير و ماضي الدولة و إيداعه السجن فرضته ضلوع الجنرال في تسليح مجموعة إرهابية تم القبض على عناصرها قبل ثلاث سنوات بصحراء الجزائر و أكدوا خلال التحقيق معهم أن الجنرال حسان هو شخصيا من قام بتسليحهم و هو ما يؤكد تسريبات سابقة تحدثت عن ضلوعه أيضا في تسليح إرهابيين جرى توقيفهم من طرف الأمن التونسي و تبين أنهم كانوا على إتصال مباشر بملحق عسكري بسفارة الجزائر بالعاصمة التونسية. و تتقاطع هذه التسريبات الخطيرة الجديدة حول صلات الجيش الجزائري بمشاريع إرهابية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي مع معلومات مماثلة كشفت عنها قبل أيام فقط الصحيفة الإيطالية (إل فوغليو) متحدثة عن وجود علاقات بين زعماء كل من الجماعات الإرهابية في المغرب الإسلامي والحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية وأنصار الدين وجهاز المخابرات والأمن الجزائريين. وقالت الصحيفة الإيطالية إن معظم قادة الجماعات الإرهابية في المغرب الإسلامي والحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية وجماعة السلفيين الطوارق أنصار الدين لديهم علاقات مع موظفين في مصلحة العمليات الخارجية بجهاز المخابرات والأمن الجزائري التي يرأسها الجنرال رشيد العلالي. نفس الصحيفة التي سبق لها قبل سنة ونصف أن كتبت أن العملية العسكرية التي قادتها فرنسا في مالي. بخرت عددا من الاتفاقيات والتفاهمات السرية التي تمكن من خلالها جهاز المخابرات والأمن الجزائري من إبقاء المجموعات المنضوية تحت لواء القاعدة خارج التراب الجزائري وتوظيف أنشطتها لصالح أهدافه الخاصة وذلك قصد توظيفها في ابتزاز دول المنطقة، مضيفة أن بعضا من هذه الجماعات الإرهابية تجد في مخيمات تندوف، وفي جبهة البوليساريو، التي تقع تحت نفوذ العسكر الجزائري، مأوى لها، حيث تتلقى التداريب وتحصل على السلاح.