في مشهد صادم ، وفي محاولة للفت أنظار السلطات والمسؤولين، عبر مواطن في الثلاثينيات من عمره (ع. ر) متزوج وأب لثلاثة أطفال والقاطن بمدينة تازة صباح يوم الأربعاء 11 مارس الجاري بالقرب من فضاء سينما كوليزي بالمدينة الجديدة، عن أقصى مشاعر غضبه بعرض ابنتيه للبيع ، في أقوى احتجاج تعرفه حاضرة عبد المومن بعد أحداث الكوشة المأساوية. المتضرر أقدم على خطوته ، حسب تصريحه، احتجاجا على ما وصفه ب«إهمال كلي لوضعه الاجتماعي من قبل الدولة، وتركه رفقة زوجته وابنتيه في أسوأ الظروف». وتعود أسباب الواقعة وفق مصادر محلية متطابقة، إلى حصول تلاسن بين الشاب وقائد المنطقة خلال الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري ، وذلك إثر قيام السلطات المحلية بتازة السفلى بحملة كبيرة لتحرير الملك العام بحي الكعدة، الذي تحول إلى بؤرة للفوضى. الشاب الذي شملته الحملة، بعد منعه من قبل السلطات من بيع الخضر على عربته التي قام بتهريبها بعد محاولة مصادرتها، اتهم بتعنيف القائد، الذي حرر محضرا ضده. وعبر «ع. ر» عن ظروفه الاجتماعية المأساوية بقوله «باش تعيش جوج خصك تبيع جوج » ، مشيرا إلى أنه اختار هذا النوع من الاحتجاج بعد أن تناهى إلى علمه أنه مبحوث عنه من قبل الشرطة مما جعله يعيش رعبا نفسيا وعدم استقرار! المواطنون الذين تحلقوا حوله أذهلهم هذا المشهد، منهم من التمس له العذر، والبعض الآخر تماهى مع صعوبة ظروف العيش في ظل سياسة إغناء الغني وإفقار الفقير المتبعة من قبل الحكومة الحالية ، فيما عاتب آخرون الشاب المحتج على إقدامه على خطوة «عرض فلذتي كبده للبيع»! إنها خطوة احتجاجية «استثنائية» تطرح أكثر من سؤال منها: هل سدت جميع المنافذ في وجه «ع.ر» للجوء إلى هذه الخطوة ؟ وهل استنفد مختلف الوسائل الأخرى الأقل قسوة؟ ...