كان على الأم «دجيس إفانس» و الأب «مايك هولستون» البريطانيين، أن يتخذا أصعب قرار في حياتهما و هو التبرع بأعضاء صغيرهما الذي لم تتعد إطلالته على الحياة بضع دقائق، و ذلك من أجل إنقاذ حيوات أخرى هي في مسيس الحاجة إلى تلك الأعضاء الصغيرة. كان الوالدان يعلمان أن حياة وليدهما، و هو في بطن أمه لا يزال، لن تتعدى دقائق أو ثواني معدودة. فقد كانت الأم «دجيس» في أسبوعها الثاني عشر من الحمل، حين نزل عليها الخبر الصاعقة، و مفاده أن أحد التوأمين اللذين كانت حُبلى بهما، مُصاب بمرض لا أمل في علاجه أو الشفاء منه، و أن أقصى ما يمكن أن يعيشه هو يوم أو يومان. و في سعيهما لمواجهة هذه المأساة المُباغتة، قرر الزوجان أن يكون لحياة ابنهما القصيرة جدا معنى ذا بُعد إنساني، و ذلك من خلال مساعدة مرضى آخرين بالتبرع بأعضاء الوليد المقبل.وبعد ثلاث دقائق على وفاته، أصبح «تيدي» أصغر متبرع بالأعضاء في بلاده، و ذلك إثر انتقال كليتيه و صمامات قلبه إلى مريضين راشدين، مما أنقذ حياتهما. و هو الأمر الذي خفف من حزن الوالدين اللذين يقول أحدهما «كونُنا نعرف أن قطعة من ابننا الفقيد العزيز تواصل الحياة في جسد شخص آخر يُدخل المواساة على قلوبنا» أما الدكتور «بول مورفي» من مستشفى الدم و زراعة الأعضاء، فيصف الحدث بأنه تاريخي فقصة «تيدي» قصة استثنائية ، فهو أصغر متبرع بالأعضاء في بريطانيا. تحكي «دجيس» التي لها بنت ذات ثلاث سنوات من زواج سابق قائلة :»حين علمنا بحملي لتوأمين سُررنا كثيرا و أخبرنا الجميع بالحدث السعيد، بيد أن سعادتنا تلك لم تدم طويلا حين أخبرنا الأطباء بأن أحد التوأمين مصاب بمرض خلقي عضال. إذ كان مصابا بمرض نادر يحول دون التطور العادي للدماغ (أننسفالي) و هو المرض الذي يموت حامله بعد الولادة بساعات أو أيام في أحسن الأحوال». و تقول الأم أنها لم تصدق الأمر إلا حين أجرت تصويرا بأربعة أبعاد، و رأت بأم عينيها الشكل غير العادي لجمجمة جنينها، و قد عرض عليها الأطباء عدة مرات إجهاض الجنين إلا أنها رفضت ذلك مُعتبرة أن الوقت الذي ستقضيه مع وليدها بعد ولادته، مهما كان قصيرا ، سيكون أثمن تجربة يمكن أن تعيشها. عن صحيفة «ميرور» البريطانية