تمكن طلبة الأقاليم الجنوبية المغربية، المنضوون تحت لواء منظمة طلابية مستقلة، والذين يتابعون دراساتهم بجامعة ابن زهر بأكَادير، من توجيه صفعة قوية لجبهة البوليساريو في الملتقى الدولي المنعقد بباريس ما بين 28 و31 ماي 2015، بعد أن نجحوا في إلغاء مقعد الدولة الوهمية بهذا الملتقى الدولي الذي بصم على مشاركة 800 مشارك من مختلف دول العالم. وقد شكل إلغاء الدولة الوهمية ضربة موجعة للبوليساريو والجزائر معا بعد أن خلت لائحة الدول المشكلة للجنة الاتحاد الإفريقي من مقعد الكيان الوهمي، نتيجة مجهودات بذلها الطلبة المغاربة المنحدرون من الأقاليم الجنوبية في إطار العلاقة المتميزة التي تربطهم بعدة إطارات دولية، أفضت إلى اقتناع المنظمين بمساندة الوحدة الترابية من خلال الموقف الذي اتخذته سكرتارية هذا الملتقى الدولي. وحسب ما صرح به هشام المدراوي، رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة بالأقاليم الجنوبية لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، فإن الوفد المغربي لم يقتصر على إلغاء مقعد الجمهورية الوهمية، بل نجح أيضا في إصدار وثيقة موقعة من قبل ممثلي 78 دولة مشاركة في مختلف اللجن، تحذر المجتمع الدولي من مغبة التغاضي عن التلاعبات والمتاجرة التي تطال المساعدات الانسانية الموجهة إلى المحتجزين بمخيمات تندوف، خصوصا وأن عائداتها تعد من مصادر تمويل الجماعات الارهابية في المنطقة التي أكدت مجموعة من التقارير الدولية تورط البوليساريو مع عدد من الجماعات المسلحة في منطقة الصحراء والساحل، خصوصا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ولهذا دعت الوثيقة إلى ضرورة تفعيل إجراءات ملموسة لتقنين مسألة توزيع المساعدات الانسانية، ومراقبة وصولها إلى المحتجزين، وتكثيف الجهود من أجل التغلب على الفراغ الأمني بمنطقة الساحل والصحراء التي تساعد على تنامي التطرف والأنشطة غير المشروعة للجماعة الانفصالية. كما أشادت الوثيقة بالدور المغربي الريادي لحل الأزمة الليبية من خلال مؤتمر الصخيرات الذي قام فيه المغرب بوساطة للم شمل الفرقاء الليبيين، والوصول إلى صيغة توافقية لحل الخلافات القائمة بين مختلف الأطراف الليبية. وتطرقت أيضا إلى الدور المغربي الايجابي في العديد من الأزمات كما هو الشأن بالنسبة لمالي وإفريقيا الوسطى، وهو ما يعكس الدور الروحي والديني الذي يشكله المغرب لدى شعوب المنطقة. هذا وكان الملتقى الدولي بباريس، المنظم تحت رعاية الأممالمتحدة، قد ناقش على امتداد أربعة أيام عدة قضايا راهنية وشائكة من أبرزها سبل وطرق مكافحة الإرهاب وتنامي خطر الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، وطرق التعامل مع الأزمات لإيجاد حل لها من خلال التركيز على نموذج الأزمة الليبية، ومشكل التسلح والأمن التكنولوجي والبيئة.. حيث أتاحت فرصة مشاركة طلبة الأقاليم الجنوبية المغربية في المساهمة في انشغالات تدخل في إطار الاستراتيجية التي يتبناها «اتحاد الطلبة بالأقاليم الجنوبية» بجامعة ابن زهر بأكادير، وفي مقدمتها الوحدة الترابية ومشكل الهجرة وتعزيز التعاون الدولي والتنمية وغيرها، لاسيما وأن الوفد كان يتواجد بعدة لجن تتناول قضايا تهم مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي واليونيسكو والفرنكوفونية... كما مكنته هذه المشاركة من التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد المغرب من طرف جهات اقليمية معروفة بعدائها وبأطماعها، والتي تحاول قدر المستطاع عزل المغرب وتقديم صورة غير حقيقية عن الواقع بالأقاليم الجنوبية خدمة لأجندتها.