على هامش اللقاء ذي المستوى العالي الذي نظمه نادي المقاولات المغربية الفرنسية بباريس في الشهر الماضي، خصت مريم بنصالح شقرون رئيسة اتحاد المقاولات بالمغرب جريدتنا بحوار حول هذه الشراكة الجديدة مع المقاولات الفرنسية والبحث عن افاق جديدة في السوق الافريقية ووحول التوجه الجديد وهو قيام بعض المقاولات المغربية بالاستثمار في فرنسا وأوربا. السيدة الرئيسة، نعرف ان التعاون بين المقاولات المغربية الفرنسية هو تعاون يعود لعدة عقود، ما هو الجديد في هذا التعاون بين المقاولات في البلدين والتي تجتمع اليوم بباريس في اطار نادي المقاولات المغربية الفرنسية؟ الجديد اليوم في هذا التعاون بين المقاولات الفرنسية والمقاولات المغربية هو اننا نقوم بعمل مشترك وبشكل مختلف وقمنا بفتح حدود جديدة وهو ما يعني انه في السابق كنا نتحدث عن تعاون ثنائي صرف بين المغرب وفرنسا، اليوم هناك ابعاد جديدة يمكننا الحديث عن التعاون على المستوى المتوسطي، ونتحدث أيضا عن المغرب كبوابة للاستثمار نحو افريقيا. نعرف ان المقاولات الفرنسية موجودة بافريقيا لكننا اليوم نريد ان نعمل بشكل مختلف وبجانب المقاولات المغربية التي تعرف القارة جيدا، بحكم التقارب الثقافي بين الجانين وبحكم المعرفة الجيدة للمغاربة بأفريقيا. هذا التعاون الجديد يتطلب خارطة طريق جديدة بين المقاولات بالبلدين وهناك وعي لدى الطرفين بضرورة القيام بعمل مشترك. هذا الاختيار الذي قامت به المقاولات المغربية للعمل مع المقاولات الفرنسية هل هو اختيار من طرف المقاولات ام انه اختيار جاء بتشجيع من السياسيين؟ هذا اختيار للمقاولات بالبلدين من اجل العمل المشترك بافريقيا، لان السوق الافريقية تتميز بانها سوق للبنيات التحتية والاوراش الكبيرة التي تقوم بتمويلها المؤسسات الدولية الكبرى. وتتواجد بإفريقيا شركات مغربية جزء منها تعتبر رائدة والجزء الاخر يشتغل على جزء صغير من هذه الأسواق. الذهاب الى هذه الأسواق مع مقاولات اوربية خاصة فرنسية يمكن من الإجابة على متطلبات هذه الأسواق والحصول على مشروع كامل وليس جزء منه فقط. لأننا بجانب مقاولات من بلد يتوفر على تكنولوجيا وخبرة وتكوين بالإضافة الى الخبرة والتكوين الذي نتوفر عليه في المغرب. بالإضافة الى أننا في المغرب نتوفر على إرادة كبيرة، لهذه الاعتبارات كلها فان هذه الشراكة للمقاولات بين البلدين سوف تمر الى مستوى جديد. بالإضافة الى هذه الشراكة المغربية الفرنسية بافريقيا هل المقاولات المغربية تهتم بالاستثمار في فرنسا؟ هناك عدة نماذج للاستثمار المغربي في فرنسا ويمس هذا الاستثمار عددا من القطاعات سواء في المجال الالكتروني او مجال صناعة الإسمنت وبدأ اليوم الاستثمار يتوجه من الجنوب نحو الشمال. هناك مثال لمغربي أيضا استثمر في مجال الصناعة الغذائية بالبرتغال وذلك من اجل التوجه الى الأسواق الاوربية وهناك نماذج عديدة لمقاولات مغربية تبحث عن فرص للاستثمار وتنمية مقاولاتهم أينما كان سواء بأوربا او بأفريقيا اوالمغرب العربي، لكن ننسى دائما الحديث عن بلدان الخليج التي تسهل علينا العمل في اطار الاتفاقيات المشتركة. وبشكل اقل بآسيا لأنه ليست لنا ارتباطات كبيرة بها بالإضافة الى عامل البعد. اليوم تتحدثون في هذا اللقاء بباريس في اطار نادي المقاولات المغربية الفرنسية عن العمل المشترك للمقاولات بإفريقيا والبحث عن فرص جديدة بهذه القارة، هل تتلقون دعم السياسيين في البلدين، خاصة انكم تعملون بمناطق توجد بها بعض الدول الغير المستقرة سياسيا وما يترتب عن ذلك من مخاطر بالنسبة للمقاولات في حالة الاستثمار؟ شكرا على هذا السؤال، الذي يمكنني من الحديث عن الشراكة الموجودة مع وزراة الخارجية، ومع الحكومة في اطار الديبلوماسية الاقتصادية. الديبولوماسية تتكلف بها الدولة والحكومة لكن الاقتصاد يتكلف به القطاع الخاص اذا لم تتوفر هذه الشراكة وكانت هناك مشاكل قانونية او اجتماعية وبدون تدخل السلطات العمومية لا يكمن القيام باي شيء اليوم . اليوم هذه الشراكة نوسعها على المقاولات المتوسطة ونعمل على خلق شبكات للعمل . وهناك مجموعات مغربية كبيرة تعمل بإفريقيا وهي رائدة في مجالها وهي التي سوف تسمح للمقاولات المتوسطة بولوج سوق القارة الافريقية. وليست هناك سياسة بدون اقتصاد، اذا لم يكن هناك دعم اقتصادي سوف لن نتمكن من الوصول الى ايقاع يتماشى مع السياسة التي اطلقها صاحب الجلالة محمد السادس في هذا المجال من خلال الزيارات الملكية لهذه البلدان. باعتبار المغرب مدخلا لإفريقيا.