أكتب بحس نادر وأنا أحرص أن أبقى وفيا لقيمة الكتابة وجماليتها ، أحاول أن أتخلص منها.. بالكتابة أطمح أن يهبني الكلام تحقيق الكثير من الرغبات المكبوتة داخلي، لن أفصح عنها طبعا.. عقب تدخلاتي في النقابة التي أصبحت لا أثق فيها. تستغل الكثير من معاناتنا تستفرد ، وتتنكر لكل القيم التي تأسست من أجلها .. هل أفضحها الآن ؟ لا .. بل كل النقابات أصبحت متشابهة هذا ما يحلو لصديقي أن يقول لي معاتبا على الأيام التي قضيناها نجتر وراء الكاذبين المتملقين الفاسدين، وراء مشاريع وهمية لا تسمن ولا تغني، الذين يوجدون خلف وفوق الكراسي. . المكاتب لا تتغير، نفس الأسماء نفس الوجوه ، لا أحد أصبح ينتمي الى النقابة لأنها أصبحت تنظم طبخات سرية بالاتفاق مع الحكومة أو مع المسؤولين ،، إذا كانت هناك حقا ديموقراطية فلم يحاولون منع كل الأصوات التي تدعو الى المكاشفة والمحاسبة والحكامة .. والآن وبعض مضي هذه السنين هل يمكن أن أعلن عن شيء .. لا شيء لي بتاتا سوى الابتذال ليس لأنه مشروع فاشل للبعض بل لأن بعض الكتابات لا سمح الله تعيش الفراغ وتحاول أن تملأه بالغث .. أو تقتات من جباهنا وحناجرنا، إنه إغواء آخر وبشهادة حب عن واقع بليد هو مزاح صادم إذن .. حين يكون الحوار مع الذات بصيغة جديدة للكتابة ما يجعلني أفضل أن أسهر الليالي مع كتاب وبالأحرى مع كاتب ..يتطلب ذلك مراتب تجهد النفس والآخر لا يصغي .. كأني في حلم ، هكذا وجدت نفسي عاريا من كل شيء خارج فراشي خارج حلمي متشبثا، أظهر لكي أختفي، أختفي لكي أظهر... ومن جديد ، مجزوما بحزمة أفكار، علي أن أنسى همي وأحرق جذاذات ومذكرة العام الماضي.. النار هي الوحيدة التي يمكن أن تفعلها .. كأني طائر. نعم طائر .. وكأنك المجروح النادم أغمضت عيني، لكي أجد يدا تمتد لي .. تأخذني بعيدا والقرية تسرق بعضا من انتمائي وبعين تائهة ، أنظر الى نقطة مجهولة كل يوم آخر أخسر جزء من ذاتي .. وأنا أرحل في حلمي، يتبخر الحلم الصغير الذي بنيته سطرا سطرا، ويذهب بعيدا بلا رجعة أمس أدركت بقليل من الصبر رحيل حلمي الصغير الذي كان يناوشني كل ليلة يعقد معي صفقة الربح . أما الآن فالخسارة هي التي أحصل عليها . ما أصعب أن تعيش بلا حلم .. يا (عين) ..؟ يومها عرفت أني جسد بلا روح ، بلا أحلام ، فكيف يمكن أن تعيش بلا حلم..؟ وبما أن التهمة هي المهنة ، أو موعاليم كما يحلو أن يقولها البعض ..التلاميذ والسكااان.. فإني أكتب. وأكذب .. أكتب ذلك وأشعر كأني أحمل بندقية فيها الكثير من الطلقات وبالمقابل ثمة المئات من الأهداف أمامي