شن الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء، هجوماً شرساً على التنظيم الإرهابي المسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام. وأكد في حوار مع الزميل محمود الورواري في برنامج "منارات" التي تبثه القناة الفضائية "»العربية"« أن تنظيم »داعش« يسعى إلى استخدام بعض الأحاديث النبوية التي وردت في السنة لتبرير أفعاله الوحشية، وهي منهم براء حسب وصفه. إذ أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، أن هذا التنظيم الإرهابي يفسر ما جاء على لسان الرسول مخاطباً قريش: »"جتئكم بالذبح تفسيراً .."خاطئاً، موضحاً أن داعش ذهبت إلى هذه الأكاذيب لتبرير أعمالها الوحشية وذبح النفس بغير حق. كما كذب وفند ما يستند إليه أمراء الدم، بكون الصحابي الجليل خالد بن الوليد أقدم على حرق مالك بن نويرة، وهو ما كذبه الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف«. وأوضح في ذات الحوار أن مسألة الأحاديث المدسوسة والمنسوبة إلى الرسول قد شغله منذ عقود، حيث جمع موسوعة للسنة النبوية، واستغرق ذلك 16 سنة متواصلة، كلها كانت تدبيراً ومراجعة لصحيح البخاري. واعتبر الدكتور أحمد عمر هاشم أن صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، حيث أكمل صحيح البخاري، استناداً إلى المراجع منذ شهرين، يقول الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، حيث خرج هذا المجهود في 16 مجلداً كل مجلد يحتوي على 600 صفحة. وأكد أنه لم يجد في هذا الصحيح حديثاً ضعيفاً. لذلك لما قيل إن صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله، كانت مقولة لها مصداقيتها التي يجب أن تسير عليها الأمة.وأشار إلى أن صحيح البخاري وصحيح مسلم تلقتهما الأمة بالقبول، وكل ما فيهما صحيح، ويلحق بهما موطأ مالك. ولدينا أيضاً كتب أخرى تضم الصحيح والحسن والضعيف، ونبهوا إلى أن هذا الحديث ضعيف، يعني أصحابها.وشدد في ذات البرنامج، أنه حدث إبعاد الأحاديث الضعيفة، إذ قمت هذا من خلال عمل خاص بالموسوعة الصحيحة. وقمت بتحرير بأصح كتاب بعد كتاب الله، حيث وقفت على كل حديث حاولوا أن يتقولوا عليه أو أن يتزايدوا عليهوحررت كل ما فيه، وسلطت أضواء البحث العلمي الحديث على كل حديث. فالإمام البخاري كان في الواقع يستلهم الجانب الروحي، ويقول أنه كلما وضع حديثا إلا بعد الاستخارة وتيقن صحته وجعله حجة بينه وبين الله، وكان شيخه اسحاق بن راوية يقول، هل ينبغي أحدكم ليجمع لنا الصحيح لأن الذين وضعوا ودسوا وحرفوا من اليهود كثيرون.. وقد عرض البخاري كتابه على جميع علماء عصره والائمة الكبار، وكلهم وافقوه واتفقوا على أن كل ما فيه صحيح. وأكد أن الأحاديث الصحيحة في حدود المكرر توازي 10 آلاف أو أقل قليلا في صحيح البخاري، وليس الصحيح كله، لأن البخاري لم يجمع كل الأحاديث الصحيحة، ولكن جمع على شرطين، أن يكون الراوي قد عاصر من روى والتقى به وسمع منه بالفعل، وكانت له شروط دقيقة وبالتالي دون في كتابه أصح الصحيح، في حين جمع الإمام أحمد 40 ألف حديث بالمكرر. وبخصوص التجديد الخطاب الديني يرى الدكتور أحمد عمر هاشم أن هذا الأمر مطلوب، وأن الرسول قال في الحديث الذي رواه أبو داوود: »إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 سنة من يجدد لها أمر دينها«. حتى أن شراح الحديث قالوا إن تجديد أمر الدين ليس معناه من شخص واحد. بل يمكن أن يكون من عدة أئمة، فواحد مجدد في التفسير وواحد مجدد في الحديث والآخر مجدد في الفقه وهكذا. وفي معرض حديثه عن الاستغلال لبعض الأحاديث التي نسبت إلى الرسول من طرف المتطرفين.. أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم أن هؤلاء المتطرفين يحاولون إلصاق أفعالهم بالسنة النبوية. والقرآن الكريم حذر من يقتل النفس بغير الحق وتوعد من يقترف ذلك بالكفر، كما أكد أن عبد الله بن مسعود لم يقطع رقبة أبا جهل كما يروج »الداعشيون« للتغطية وتبرير أفعالهم الشنيعة.. وبخصوص مفهوم الجهاد أوضح أنه فريضة مستمرة، ولكن الجهاد يختلف عن القتال، والرسول قال أمرت أن أقاتل بمعنى أن يقاتل من يقالته، ويبدأ بالعداء، بل إن الله أمرنا بعدم الاعتداء حتى وهو يأمرنا بقتال الذين يقاتلوننا.